تاريخ التمثال

ثقافة 2021/04/08
...

  حميد حسن جعفر
الحاكم العسكري تمثال، يحسن 
النطق بكل اللغات، منذ قرون 
وهو ينام بين ساقي دمية السلكون، 
منتظراً من سيرث عنه السلطةَ، 
الطاموريات، والحروب، والمراوح السقفية.
الحاكم العسكري لم تعدْ أفكاره عن التزاوج 
أكثر من وسواس يشبه الجذام،
حين يطمئنه احدُ بأن صالة الولادة جاهزة
 يقول الحاكم العسكري:
نسوتنا لا يلدن في المستشفيات، نسوتنا 
يلدن في مديريات مكافحة الجريمة، صغارٌ 
جميلون يحملون هراواتٍ ويشكرون 
الرئيسَ، ونواب الرئيس.. 
أفضل لغاتهم مسدسٌ كاتمٌ 
وإطلاقةٌ في كبد الخصم، 
حليب اللاهوت طالما شطف أعضاءه بأنهارهِ
كان يشعر بالفخرِ
أفراد المكاتب التي تعملُ بإمرتهِ 
يعلنون امتنانهم لخطوةٍ مباركةٍ 
اتخذها ليمنحهم سلطاتٍ أوسع،
إنها قانون الطوارئ. الموهوبون من حملة 
البنادق.. لا يتجنبون العزف،
إن كانت الضرورة توجب ذلك،
فالطعنةُ في الخاصرةِ صفيرٌ من دونه تفقد 
الآلةُ دورها..
ما من أحدٍ يعاين خطأ ما، 
الرتب واحدةٌ وإن تعددتْ.. الجميع 
يبحث عن حالة استعداد
لإنتاج الفقدان.. الفرقة لحظة العزف 
لا أحد يبحثُ عن الآخر الشقي، 
لا أحد من الآباءِ له علم بما يجري
الآباء كثيرا ما يجهلون 
ما الذي يفعله أولادهم بالتبني في الغرفات 
الممنوع الوصول اليها..
تلك العتمات هي معسكراتهم ممتلئات 
برائحة الشواء.. برائحة الدم 
لا أحد يستنشقُ الفقدانَ سوى الداخل 
الناسي طرق الوصول 
إلى النهار.. الذي ينسحبُ بهدوءٍ شديدٍ 
الى المصابيح.. إلى ما يسمى النافذة 
كم كان الليل طويلا، ذا وحدات من حجارةٍ، 
الغرفات نهايات أنفاق، 
الافراد المرابطون يستنشقون 
روائحهم.. نمل أبيض
الأصابع ما يشبه الاقدامَ
الاصابع لها عيون.. العتمة بخارٌ
متأخرةً تجيء الحكمةُ،لا خازوق 
ينتظرها..
لذا يحاول الحكامُ أن يكون الحل كما 
الكي آخر ما يقترحه الحاكم 
الطيب.