حريَّة العراق

آراء 2021/04/08
...

  حسين علي الحمداني
التاسع من نيسان 2003 تاريخ له خصوصية كبيرة جدا، كونه شكل مفصلا بين مرحلتين في تاريخ العراق، في هذا اليوم انتهى عصر الدكتاتورية، الذي امتد لأربعة عقود شهدت الكثير من الحروب الداخلية منها والخارجية.
لهذا نجد إن نظام صدام استحق السقوط بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ودلاله، كونه نظاما عدوانيا من جهة، ومن جهة ثانية وضع مقدرات العراق البشريَّة والمادية رهينة لنزواته وحروبه الطائشة التي لم تجلب سوى الدمار للعراق 
وشعبه.
لذا عندما نقول إن التاسع من نيسان مفترق مراحل في تاريخ العراق لا نبالغ في ذلك، رغم قساوة مشهد ما بعد هذا اليوم ومحاولة القوى الإرهابية المدعومة من رموز النظام السابق والتي حاولت وما زالت تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في البلد، نقول رغم ما شهده العراق في السنوات القليلة التي أعقبت سقوط الدكتاتورية من إرهاب، إلا أننا نجحنا في التصدي والقضاء على القوى الإرهابية من جانب ومن جانب آخر شهد العراق تجربة ديمقراطية ناجحة وتتطور سنة بعد أخرى مما يمهد الطريق لتداول سلمي للسلطة واحترام كبير لصناديق الاقتراع وأصوات الناخبين.
التحول الإيجابي تمثل بأجواء الحرية والديمقراطية والتي كانت من الممنوعات في الحقبة السابقة، وبالتالي نجد بلدنا يدخل نادي الديمقراطية من أوسع أبوابه، وتعددية حزبية تفتقدها الكثير من دول المنطقة، مضافا لذلك حرية التعبير عن الرأي في إطار الدستور الذي أنصف الجميع، وفي مقدمة ذلك الأقليات العرقية والدينية خاصة وان العراق متنوع القوميات والديانات والجميع وجد نفسه في دستور 2005 الذي حظي بتأييد شعبي، منحه الشرعية الكاملة وأسس قاعدة ديمقراطية انطلقت منها ممارساتنا الانتخابية لمرات عدة.
من هنا يمكننا القول إن العراق تنفس الحرية في التاسع من نيسان وكسر قيود سجنه الكبير وتحرر من سيطرة الحزب الواحد والرجل الواحد .
إن وضع العراق الآن يجعلنا نقول إننا على السكة الصحيحة والسليمة في عملية بناء العراق الجديد، وفق قيم المواطنة وبناء دولة المؤسسات بعيدا عن التفرد بالحكم وجر العراق لمغامرات نحن في 
غنى عنها.