تنطلق فكرة المقال من طرح تساؤلات عميقة بشأن الكيفية التي يحافظ فيها الحكام المستبدون على وجودهم على كراسي التسلط لفترة طويلة تصل إلى عقود طويلة مع ممارسات لاإنسانية، وهم لم يأتوا للحكم بتصويت شعبي بصفتهم منقذين، وانما بانقلابات بصبغة شعاراتية كتب لها النجاح على امثالهم الذين لايقلون عنهم ديكتاتورية واستعبادا لشعوبهم ومصادرة حرياتهم التي كفلتها الشرائع السماوية والوضعية، لِمَ الإصرار على البقاء من دون إحراز تقدم في مجالات الحياة..؟، لماذا يبقى أولئك في دأب مستمر للبحث عن أساليب جديدة ومبتكرة لتقوية أركان حكمهم؟، وغالبا ما يستعينون بشخصوص موازية لسلوكهم العنفي والتدميري، وبعضهم يأتي طواعية لتنفيذ رغباتهم الشريرة بدرجات أقسى وأشد ضراوة ويمارسون أبشع أشكال القمع السياسي بزج المواطنين في السجون والمعتقلات وتعذيبهم بطرق بشعة بذريعة التآمر على الحاكم المتسلط، وهذا من وحي خيالهم الملتبس بالأوهام، وكثيرا مايتجهون إلى صناعة عدو مزعوم يهدد أمن البلاد ومواطنيها فتسخّر الإمكانات البشرية والاقتصادية في المواجهة الكبرى على حد زعمهم، والحكام المتسلطون يمتلكون قدرة ازاحة الشخصيات في بلدانهم وتحجيم وتهميش ادوارهم الايجابية لأنها لا تتوافق مع الاحلام المريضة للحكام، ولايستبعد الكثير ان الحاكم الظالم لا يتوانى عن تقديم التنازلات لهذه الجهة او تلك او حتى التعامل مع قوى خارجية لديمومة وجوده وكل شيء بثمن في سوق الساسة، وتأخذ الماكنة الإعلامية دورها المسيسة أصلا للدفاع عنه وتلميع صوره المشوشة امام شعوبهم لينالوا شرف رضاه مهما كانت التجاوزات الانسانية، هؤلاء الحكام الطغاة ليست لديهم أفكار جدية لبناء دولهم كي تكون في مصاف الدول المتقدمة في العالم، مهما برعوا في البقاء إلّا أن سقوطهم سيكون سريعا ومدويا، على الرغم من اختزال الدولة والشعب وكل شيء لأنفسهم، ولعل الأنموذج الصدامي أبلغ دليل على زوال حكمه في التاسع من نيسان من العام 2003 في مشهد دراماتيكي بعد أن تهاوى صنمه في ساحة الفردوس، ما أثار الدهشة والذهول لدى أقرب المقربين له «دولا وشخصيات» الذين أغدق عليهم الاموال المصادرة من الشعب لشراء الولاءات والذمم العقيمة.