في ذكرى التاسع من نيسان

آراء 2021/04/10
...

 محمد صادق جراد  
 
في ذكرى التاسع من نيسان 2003 وبعد 18 عاما لم يزل العراقيون مختلفين في تصنيف ما حدث في هذا اليوم، فالبعض يعده يوم تحرير من نظام فاشي مستبد،بينما يراه البعض عدوانا أميركيا واستباحة لسيادة العراق، 
 بينما يرى طرف ثالث أن مسؤولية دمار العراق وما حدث فيه بعد هذا التاريخ تقع على عاتق الطرفين (صدام واميركا) ويلقي هذا الطرف مسؤولية تداعيات الوضع العراقي الحالي على عاتق الأحزاب السياسية التي حكمت العراق بعد 3003 وفشلت في استثمار النظام الديمقراطي وفسحة الحرية التي توفرت بعد سقوط البعث ونظامه 
الدكتاتوري.   
وعلى الرغم من هذه الاختلافات إلّا أننا نتفق جميعا على أن التاسع من نيسان شهد سقوط نظام فردي ودكتاتوري تسلط على رقاب العراقيين لفترة طويلة من الزمن، وبسقوطه توفرت فسحة من الحرية للعراقيين بغض النظر عن عدم توظيفها او استثمارها بصورة صحيحة إلّا أننا أصبحنا أمام نظام تعددي يعتمد الدستور والقانون في تنظيم الحياة بعيدا عن القرارات الفردية الطائشة التي دفع العراقيون ثمنها لسنوات طويلة ترجمتها الحروب والجرائم الوحشية التي تم ارتكابها من قبل أزلام النظام بحق أبناء الشعب بمختلف قومياته 
وطوائفه.
لقد شهدت العاصمة بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 نهاية حكم الشخص الواحد ونهاية تاريخ من الظلم والتعسف دفع العراقيون ثمنه باهظا لعقود من الزمن، كان فيها النظام يحارب المثقف والمعارض واصحاب الرأي، وأدخل البلاد في حروب طويلة كلفت العراق دماء غالية ختمها النظام بمعركة غير متكافئة مع القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في حلم المنازلة الكبرى الذي تحول الى كابوس وسقط النظام، ودخلت البلاد في دوامة الارهاب والحرب الطائفية لسنوات حتى تم تحقيق النصر الحاسم على الارهاب، إذ تمر علينا ذكرى التاسع من نيسان هذا العام والعراق قد حقق نصرا كبيرا على الارهاب، إلّا أن ما يفسد فرحة العراقيين بماحدث في التاسع من نيسان ان الحكومات المتعاقبة بعد هذا التاريخ لم تحقق أحلامهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاسباب كثيرة اهمها الأخطاء التي رافقت العملية السياسية ومازالت مترسخة فيها كالمحاصصة والفساد الاداري والمالي الذي مازال يحرم العراقيين من تحقيق طموحاتهم..