الهولندي مارك ڤوته ينتهج ثلاث ستراتيجيات في عمله

الرياضة 2021/04/12
...

 تحليل: علي النعيمي 
تناقلت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي خبراً مفاده ان اللجنة التطبيعية اقتربت من تسمية الهولندي مارك ڤوته مدرباً للمنتخب الأولمبي العراقي، “الصباح الرياضي” كدأبها في متابعة التطورات الرياضية تسلط الأضواء في هذه الوقفة على فلسفة عمل الهولندي ڤوته البالغ من العمر 60 عاماً وسبق له تدريب خمسة أندية في الدوري الهولندي الممتاز. 
 
 
كما عمل مدرباً للمنتخبات العمرية في هولندا تحت 21 عاماً وتحت 17 عاماً وكانت له تجارب في قطر ورومانيا ومصر وتجربة واحدة في البريميرليغ مع ساوثهامبتون كما عُيّن مطوراً لأداء المنتخبات في اسكتلندا لخمس سنوات وشغل المنصب ذاته في المغرب لمدة ثلاث سنوات مع الفريق الأولمبي وأخيراً مع الوحدة الاماراتي التي غادرها بسبب وباء كورونا والقيود الصارمة هناك وقد اشرف على اعداد خيرة نجوم الكرة الهولندية على غرار ويسلي شنايدر، روبن فان بيرسي ، نايغل دي يونغ، رافائيل فان دير فارت وآريين روبن وآخرين .
 
خياراته الخططية 
ينتهج فوته نظام لعب 4-3-3 او نظام 4-4-2 مع الشكل الماسي في خط الوسط وطريقة تحضيره واضحة تميل الى اللعب غير المباشر والتحضير من الخلف بإيقاع عال مع ايجاد خط وسط ديناميكي فعال لا يهدأ ولا يكل من التحركات اللامركزية والاستلام في الفراغ، مع مشاركة باستخدام الظهيرين بنزعات هجومية بالتناوب مع الجناحين، يتحولان من الطرف الى داخل منطقة الجزاء وعند فقدان الكرة تتحول الفرق التي دربها كتلة ضاغطة في أقرب مكان للكرة لاستعادتها على الفور.
يؤمن المدرب مارك ڤوته خلال عمله بثلاث ستراتيجيات وهي:
1-التطوير الفردي للاعبين الشباب والمواهب
ستراتيجية تطوير القاعدة الكروية دائما ما تأتي في المقام الأول في عمله ومرتبطة بمنصة “إدارة معلومات الأداء” التي تعرف بـ PIMS ويركز هذا النظام على مراقبة اللاعبين والاتصال بهم يوميا صباحاً لتكوين قاعدة بيانات تسهم في تحليل تطور واستيعاب كل لاعب لواجباته سواء في المدرسة او الأندية التي يلعب فيها ومعرفة استجابته للمتغيرات الحسية والتقنية عبر الاتصال به عبر الانترنت والاجابة عن أسئلة قصيرة بشكل يومي من أي هاتف ذكي لاخبار المدربين عن احساسه بقدراته الفنية وطريقة التدريب وفهمه لها، وكذلك تقييم سلوكه الذهني والصحي ومعرفة عدد ساعات النوم والمشكلات الجسدية والاصابات ونوعية الاكل والاطلاع على ما يفعلونه في الأندية التي يتدربون فيها، لتقييم محتوى ومضمون التدريبات وماهية المناهج اللازمة لمعالجة الهفوات المتعلقة بالمهارات الاساسية لتسريع عملية تطوير اللاعبين لاسيما في البلدان التي تفتقد الى منهجية التدريب والتعليم الاكاديمي، على أن تكون معلومات هذه المنصة سرية وبيد الجهاز التدريبي فقط، وهذا النظام يساعد اللجان الفنية على التنبؤ والوقوف على نوعية النخبة والقاعدة الكروية الشبابية.
2-أسلوب اللعب والمهارة والخصائص البدنية
 
 يؤمن ڤوته بأن اختيار اللاعبين من ذوي الخصائص البدنية القوية والاطوال يكون محصوراً فقط بخط الدفاع، وأن اختيار بقية خطوط اللعب يجب ان يكون خاضعا لقدرات اللاعبين البدنية الهائلة في التحولات والانتقالات المعاكسة علاوة على ثقافتهم العالية في هضم أسلوب اللعب والجري بالكرة وسرعتهم في اتخاذ القرار واللعب تحت الضغط ومزاياهم المهارية الفنية العالية في التكنيك لأن كرة القدم ليس متصلة بالوراثة والاطوال كما 
يقول في أكثر من مناسبة وان القوة والصراعات الفردية تكون مطلوبة في المناطق الدفاعية ولكنها في خط الوسط والهجوم بحاجة إلى لاعبين ماهرين واذكياء مع التصرف واتخاذ القرار الصحيح ولديهم لياقة بدنية هائلة.
3-خلال تجاربه السابقة يحاول فوته ترسيخ مفهوم ان لاعبي المنتخب تحت 17 عاماً قادرون على منافسة الأولمبي وكذلك ان لاعبي الأولمبي مستعدون لمنافسة واخذ مكان نظرائهم في المنتخب الاول عن طريق اتقانهم لأساليب متعددة يجري تدريبهم عليها بالتزامن مع تغيير أنظمة اللعب وأيضا عليهم اثبات قدرتهم في سرعة تعاملهم مع الكرة عبر التمرير السلس والسهل في جميع انحاء الملعب وذكائهم الميداني في اتخاذ القرار، واهم شيء ان تكون عقلية الفوز حاضرة وايمان اللاعبين بقدراتهم الذاتية في تحقيق أي انتصار او بلوغ المرحلة عن طريق الارتقاء بالجوانب اللياقية وفهم التدريبات والتعامل مع الضغط النفسي الناجم من طبيعة أي استحقاق او منافسة.