كاظم الحسن
كان هناك الكثير من الانتظار الى مرحلة، مابعد نهاية ولاية دونالد ترامب من قبل الطاقم السياسي الايراني، وصدرت تصريحات تبشر بالوضع الجديد، لاسيما، أن الرئيس الجديد، كان نائبا للرئيس باراك اوباما عند توقيع اتفاقية الملف النووي الايراني (5 + 1). الى الحد الذي حذر فيه نواب من العودة الى النسخة الاوبامية من الاتفاق. كل هذه الآمال والتوقعات المتفائلة، يبدو انها مبالغ فيها، ونحن نرى ان اقامة الوفد الاميركي ونظيره الايراني، كانا في فندقين مختلفين في فيينا مقر المفاوضات، ناهيك عن الحرب النفسية بين الطرفين عبر تصريحات متضاربة.
كان الجانب الايراني يطالب فيها، برفع كل العقوبات، قبل العودة الى الاتفاق النووي، في حين يصر الجانب الاميركي على رفع العقوبات على مراحل وبالتدرج اي خطوة خطوة، وهذا ماترفضه طهران، وكأن كلا الطرفين بحاجة الى مفاوضات الجلوس وجها لوجه، قبل فتح الملفات العالقة. هذا فضلا عن اطراف كثيرة لاتريد لهذا الاتفاق، أن يرى النور، ومنها عدد من نواب الحزب الجمهوري اصدروا بيانا يحذرون فيه ادارة بايدن من عواقب هذا الاتفاق وان الكونغرس سوف يتعامل معه، كما حدث مع الاتفاق النووي السابق، الذي ألغاه ترامب، وفي ذات الوقت دخلت اسرائيل كطرف معرقل للمفاوضات عبر مايسمى حرب السفن والتفجير الذي حدث قبل بضعة ايام في منشأة ننطز النووية.
وهذا ماحدا بايران الى رفع درجة التخصيب النووي من 20 الى 60 بالمئة، وهذ التطور الخطير أغضب الدول الراعية للاتفاق، وما زاد الطين، ان بعض الدول الراعية للاتفاق، قد اصدرت حزمة من العقوبات ضد شخصيات وكيانات متهمة، بما يسمى خرق حقوق الانسان في ايران. والغريب في الامر ان هذه الدول لم تتخذ مثل هكذا قرار في عهد ترامب الذي حدثت فيه المظاهرات وكأن هناك نية مسبقة لافشال هذا الاتفاق، حتى من قبل الدول الراعية للاتفاق. وهذا مايجعلها الخصم والحكم في هذه الظروف المعقدة، التي تحيط بهذا الملف الشائك الذي تضاف اليه كل يوم ملفات اخرى ومن بينها الصواريخ البالستية والنفوذ الايراني في المنطقة، فضلا عن سعي بعض الدول الراعية للاتفاق الى اشراك بعض دول المنطقة فيه، وهذا ما يحمل المفاوضات اعباء ثقيلة، اكبر من قدرة المفاوض الايراني على قبولها، لا سيما في هذا البلد يوجد الكثير من المحافظين والمتشددين الذين يرون في ذلك ظلما واهدارا لكرامة وعزة دولتهم. قد يكون هذا الاتفاق المرتقب ولد ميتا مالم تسارع الدول المعنية الى تقديم بعض التنازلات والكف عن التصريحات النارية التي تنسف طاولة المفاوضات.