أبو طبيلة.. أيقونة رمضانيَّة تصارع الحداثة

الصفحة الاخيرة 2021/04/20
...

 السماوة: احمد الفرطوسي
رغم كل ما يشهده العالم من تطور في تكنولوجيا المعلومات ووسائل السوشيال ميديا ووجود مختلف أنواع المنبهات وأجهزة الموبايل، إلا أن أبا طبيلة المسحراتي الذي يجوب شوارع المدينة فجرا، لم يثنه عن عمله وطريقة أدائه كل ما يمتلكه البيت العراقي من عناصر التطور.
 
وأبو طبيلة كما يسميه أهالي السماوة يحرص على إيقاظ النائمين بالضرب على الطبول والنفخ في الأبواق، وكل هذا يبتدئ قبل ساعتين من السحور، لكي يتناول الصائمون سحورهم، استعدادا لصوم اليوم التالي.
هذه المهنة كثرت فيها الآلات التي تستعمل عادة في عمليات العزاء التي تجري طوال أيام محرم الحرام في مدينة السماوة، ويأتي الدور المتزايد لأبي طبيلة في السماوة بسبب الأوضاع الأمنية المستقرة والتزام أهالي المدينة بعاداتهم وتقاليدهم التي تؤدى كاملة في هذا الشهر الفضيل.
محمد سوادي (44)عاماً من مدينة الخضر، علق على رقبته حبلا ربطت نهايته بطبلة، وكان يمسك في يده عصا يدق بها على الطبلة، وقال: "أطوف الشوارع ومعي عدد من زملائي لنردد  باقي ساعة للسحور، وهكذا يتناقص الوقت مع الدوران في الحي، وكان بعض الأهالي يطلبون من والدي قرع أبواب دورهم بالعصا وعدم الاعتماد على الطبلة كي يستيقظوا للسحور، أما الآن فانا أقود فريقاً لا يحتاج إلى المناداة أو ضرب الأبواب، فالفريق قادر على إيقاظ الحي كله مع بداية القرع على الطبول لذلك ننجز المهمة في الساعة نفسها عبر عزف أكثر من معزوفة في الليلة نفسها، أما سبب اعتبارها شبيهة بالاستعراض العسكري فهو ناتج من كونها عالية وقريبة من عزف
المسير".
واضاف "لا يستطيع احد الاستغناء عن أبي طبيلة رغم وجود عدد من البدائل للدور الذي يؤديه من الساعات المنبهة، او عبر جهاز الموبايل او التلفزيون إذا كان يعمل طوال الليل وغيرها من الوسائل القادرة على إيقاظ الصائمين، لكن فريق أبي طبيلة الحالي فريق رائع أعطى تجديدا للدور الذي يقوم به شخص واحد في السابق وساعد على أن تكون طرق الإيقاظ مبتكرة في مجال الموسيقى الفولكلورية، ونحن نساعد هذا الفريق ونكافئه بما نستطيع ليستمر بهذا العمل والذي يعتبر جزءاً أساسيا من العادات المحببة".