السعادة لا تباع في الأسواق.. إنّها في داخلنا.. الفيلسوف والروائي الروسي ليو تولستوي

ثقافة 2021/04/21
...

  ترجمة: مهند الكوفيّ 
الكونت (ليف نيكولايافيتش تولستوي)، الذي ولد في 9 أيلول 1828 وتوفي في 20 تشرين الثاني 1910. هو احد أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، والبعض يعدونه من أعظم الروائيين على الإطلاق.  في أيلول من عام 1844، قبل (ليف تولستوي) طالبا في جامعة (كازان) - كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركيّة والعربيّة، ولقد اختار هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنه أراد أن يصبح دبلوماسيًا في الشرق العربي، والثاني، لأنه مهتم بآداب شعوب الشرق ولكن طريقة التدريس لم تعجبه فهجرها إلى الأعمال الحرة عام 1847. 
ألف عن القوقاز كتابه "الكوزاك" 1863 الذي يحتوي على عدة قصص. وتعد رواية "الحرب والسلام" 1869 من أشهر أعمال تولستوي. تتناول هذه الرواية مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805-1820. كما تناول فيها غزو (نابليون) لروسيا عام 1812. 
ومن أشهر كتبه أيضا "أنا كارنينا" الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي (آنَّا كارنينا). ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب "ما الفن" وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطا يخاطب عامة الناس. فضلا عن أعماله "الحاج مراد"، "موت إيفان إيليتش"، "الرب يرى الحقيقة لكنه ينتظر"، "قوة الظلام"، مسرحية "الجثة الحية"، وكتابه الفلسفي "مملكة الرب داخلك".
سيظل اسم (ليو تولستوي) عالقا في أذهان الجميع، حتى مع أولئك الذين لم يقرؤوا أي عمل من الأدب الروسي من قبل؛ فلقد ألهم تراث (تولستوي) الأدبي، ولا يزال، أجيالا وأجيالا من الكتاب والأدباء. ومع ذلك فإن هناك بعض الحقائق التي ربما لا يعرفها أكثر القراء شغفا عن حياة هذا الكاتب والفيلسوف الروسي.
• ليف تولستوي، ما  السعادة؟ 
في الحياة مصيبتان: الندم والمرض، في غيابهما تكمن السعادة.
• ما أهم فكرة في العالم؟ وما أعظمها؟
الشيء الرئيس، هو فكرة أن يبقى الإنسان على قيد الحياة. يتبعاها الحب والإيمان.
• ما الحب وما الحياة؟
ما الحب؟ يكفي أن يحول دون تحقق الموت! ترتبط فكرة الموت بالحياة كثيرًا، كل ما أفهمه في الحياة هو لأنني أحب أن أفهم. الحب هو فكرة وجود الله. اما الحياة، العودة الى لمصدر المسؤول عن هذا العالم، بحد ذاته حياة، ما أجمل ان تفكر برؤياه؟
• لِمَ نحب؟
نحن لا نحب أولئك الذين قدموا الينا ما نريد، نحبهم لما قدمنا لهم من خير.
• تعتقد النساء، ان الرجال لا يريدون منهن الا شيئا واحدا. ما يريده الرجل من المرأة؟
للآن لم أحقق هذا النقاء الروحي وعظيم التفاني الذي اسعى إليه في المرأة، إذا وجدتها أرهن حياتي في أي مكان للرهان. من اجلها! أنا اعيش، من اجل ذلك اللقاء الذي يجمعني بذلك المخلوق السماوي، الذي من شأنه ان يحيي روحي ويطهرها ويرفعها الى 
العلا. 
• بما تصف المرأة؟
كائن يحمل الغرور بكفه الايمان واللامبالاة بكفه الآخر.
• ما علاقتك بنساء الليل؟
أتذكر، أني قلت: ينبغي العفو عن المومس، ولم أقل أغفر لها، لا أقدر. 
• ما العظمة؟ في أي شخص يجب أن تكون؟
لا توجد عظمة، حيث لا وجود للبساطة والحقيقة.
• كيف تعيش بعدما اصبحت كاتبًا عظيمًا؟
صارت الحياة صعبة إلى حد كبير، لكنني بدأت أفهم الكثير.
• كيف تكتشف الحقيقة؟
عندما تموت، وينتهي كل شيء، حينها ستعرف كل شيء أو تتوقف عن السؤال.
• كيف لنا أن نعيش بصدق؟
حتى تعيش بصدق، عليك أن تذرف الدموع، تنهار، تقلق، تقاتل، ترتكب الاخطاء، تنسحب وتبدأ من جديد، تبدأ وتنسحب مرة أخرى وتخسر كل يوم؛ لأن الهدوء حقارة للذات.
• لِمَ يتجادل الناس باستمرار؟
لأنهم لا يتوافقون على حقيقة واحدة.
• أين نرى السعادة؟
مصادر السعادة لا تباع في الأسواق، إنّها في داخلنا.
• ما الحكمة؟
بالإمكان أن نعرف أننا لا نعرف شيئًا، وتلك أعلى درجات الحكمة الانسانية.
• لماذا تكتب؟
لأنني لا أعرف ذلك الإنسان الذي يقبع داخلي، أكتب كي أمنحني للناس، حتى لا تستمر حياتي بمفردي، حتى لا يعيشوا هكذا بغض النظر عني.  أكتب كي أعيش معي ومعهم. 
• شكرا على المقابلة، في النهاية ما تقول لقرائك؟
يجب أن يعرفوا، أن الحياة لا تنتهي عند سن 
الثلاثين. 
المصدر: فاسيلي اوكوشكا، "مقابلة مع ليف تولستوي" مجلة الحياة، لوغانسك، 29 ايلول 2011.