الموصل القديمة تعيد طقوسها الرمضانيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/04/23
...

 الموصل: شروق ماهر 
من جديد، استعادت مدينة الموصل القديمة رونقها في الشهر الفضيل، إذ استطاعت احياؤها القديمة أن تنتصر على الدمار الذي لحق بها جراء سيطرة الارهاب عليها، وشهدت اعادة الطقوس الرمضانية العريقة التي عرفت بها المدينة من إنارة شوارعها بالأضواء الملونة. 
 
فضلا عن عودة سماع نقر المسحراتي وصوته الصادح في أرجاء المكان، ما ادخل البهجة والسرور في حياة الموصليين التواقين الى إحياء طقوس هذا الشهر الكريم.
وتزاحمت الناس مع دخول اول ايام  شهر رمضان المبارك، اذ سارع السكان الى تزيين الشوارع بالكامل داخل الاحياء السكنية المدمرة واعادة فتح محال الحلويات والعصائر، الى جانب الجلسات الشبابية والالعاب الرمضانية الشائعة والتي يتداولها الشباب في المدينة.
وشهدت المقاهي توافد عدد كبير من الشباب بعد الإفطار، اذ اكتظت مقاعدها بالصائمين الذين تعالت اصواتهم وهم يلعبون الدومينو، ويقع على عاتق الفريق الخاسر في هذه اللعبة دفع ثمن ما احتسوه من عصائر وحلويات، بينما نجد مجاميع تتبارى في لعبة المحيبس وهي الأشهر في ليالي شهر رمضان.
وقال صاحب احد المقاهي في منطقة الدواسة الحاج ابو حسين في تصريح لـ«الصباح» ان «لعبة المحيبس الشعبية عادت مجددا الى ربوع المقاهي، اذ اعتاد شباب مناطق الموصل القديمة يومياً على ممارسة هذه اللعبة الشعبية خلال سهرات رمضان التي تمتد حتى موعد السحور، ولأول مرة بعد غياب طال خمسة اعوام».
وبشأن عودة الطقوس، كشف الشاب «ابو الفضل» الذي تطوع لعمل المسحراتي في الموصل القديمة أن «وجوده في ليل رمضان، جزء من تراث المدينة الديني والاجتماعي، اذ اعتاد عليه الصائمون في المدينة»، مبينا ان «عمل المسحراتي استبعد تماما ابان احتلال داعش  للمدينة، بدعوى انه كفر وبدعة».