ستار الساعدي: شغف الأوروبيين بالمعرفة أسهم بنجاحنا

الصفحة الاخيرة 2021/04/26
...

 بغداد: الصباح 
يفاجئنا الفنان ستار الساعدي بين الحين والآخر بتجاربه الموسيقية والغنائية التي تثير دهشتنا، وآخرها مشروعه في انطلاق الاغنية العراقية نحو العالمية، وبهذا الصدد سجل مؤخرا أغنيتين عراقيتين بصوت المطربة الهولندية سوزانا، هما “مالي شغل بالسوق” و”جاوبني” اللتان لحنهما الراحل محمد جواد اموري. 
عن هذه التجربة دار حديثنا مع الفنان المتعدد المواهب ستار الساعدي، فهو متخصص بالايقاعات الشرقية واستاذ في جامعة امستردام وعازف لاكثر من آلة موسيقية، اذ قال لـ “الصباح”: “بالنسبة لتجربتي الاخيرة مع الفنانة سوزانا، فهي طالبتي في كونسيرفتوار امستردام، ووجدت لديها موهبة كبيرة في صوتها الجميل واتقان التلفظ لكلمات اللهجة العراقية، فدربتها على اغنيتين وفاءً للملحن الكبير محمد جواد اموري، هما “مالي شغل بالسوك، و”جاوبني تدري الوكت” للمطرب حسين نعمة، وصورتهما كفيديو كليب بجهود ذاتية”.
واوضح الساعدي “بصفتي مدرس الموسيقى والايقاعات الشرقية في كونسيرفتوار وجامعة امستردام لم تكن التجربة الاولى لي في تدريس الموسيقى والايقاعات والاغاني الشرقية بشكل عام والاغاني العراقية بشكل خاص، فقد اسسنا منذ سنوات فرقة الاخوين الساعدي “ستار وصفاء الساعدي”، على غرار الاخوين الرحباني في
 لبنان”. 
واكد الساعدي “عزفت وسجلت ودربت قبلها الكثير من الاوروبيين والاجانب في مختلف الدول الاوروبية، انا واخي الفنان صفاء الساعدي استاذ الموسيقى الشرقية في اوسلو النرويجية، ومع الفرق السيمفونية المختلفة، في الدنمارك والسويد وفنلندا واسبانيا والمانيا وبلجيكا والبرتغال وفرنسا وليكسمبورغ وهولندا التي اقيم فيها
 الان “.
وواصل الساعدي حديثه “لم يأت هذا النجاح بشكل سهل، فعندما تكون القاعدة هي المحبة والاحترام والتقدير بالاضافة الى المقدرة على توصيل المعلومة باسهل وابسط الطرق من حيث السيطرة على اللغة الهولندية والانكليزية يكون النجاح امرا محتوما، ويعزو هذا النجاح ايضا الى العقل الاوروبي المتفتح لتقبل الثقافات الاخرى وما يملكه من شغف للمعرفة والعلم من خلال السلالم الموسيقية والالوان والايقاعات الشرقية والغريبة التي لم يعتد عليها من
 قبل”.
وضمن سياق مشروعه في تقديم الاغنية العراقية بلغة عالمية، فقد نجح الساعدي في تقديم العديد من الاغاني العراقية والعربية بأصوات فنانين اوروبيين، ومنها اغنية “ دادة حسن “ للمطربة انوار عبد الوهاب بصوت المطربة الهولندية كارولين يفيليه والفنانة فيرونيك فان در مالدن، وأغنية “يايمة ثاري هواي” للراحل عباس جميل و “فوك النخل” و”طالعة من بيت ابوها”  للراحل ناظم الغزالي و”تعال يا حبيبي” للمطربة امل خضير “ولو تمشي جنها اثنين” للفنان حسين البصري و “ليش يا جارة” لمي ووحيد، فضلا عن الاغاني العربية”. 
ويرى الساعدي ان الموسيقى والفنون هي افضل طريقة لبناء جسور المحبة والاحترام والسلام بين البلدان ونقل ابواب المعرفة والثقافات المتبادلة 
بين الشعوب.
والمفارقة الذوقية ان فن الغناء يشهد هبوطا في الساحة العراقية، بينما يعمل الفنان ستار الساعدي على نقل التجارب الغنائية الرصينة الى اوروبا، وباصوات مغنيهم، وعن ذلك قال “نحن نحسن اختيار النص واللحن الذي يمثل تراثنا وهويتنا الحضارية، فالموسيقى هي الواجهة الحضارية لكل شعوب
 العالم”.