مبنى {الضغينة}.. الأنحف في بيروت ولكنه الأعلى قيمة

الصفحة الاخيرة 2021/04/26
...

 شويتا شارما
 ترجمة: ليندا أدور
رفع رجل لبناني، في خمسينيات القرن الماضي التنافس بين الأشقاء الى مديات أخرى، عندما أقدم على تشييد مبنى هو الأنحف في البلاد، الذي بدا كمجرد جدار، لغرض وحيد فقط، هو تخريب منظر رؤية البحر على 
أخيه. 
واليوم بات هذا المبنى واحدا من أكثر العقارات قيمة في بيروت، اذ قالت ساندرا ريشاني، وهي مهندسة معمارية ومخططة حضرية، كانت قد بحثت في تاريخ هذا المبنى غير العادي، ان "هذا المبنى هو تجسيد لفشل المخططين في إدراك الآثار المترتبة على تدخلهم في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية". 
ويعود تاريخ المبنى الذي يطلق عليه اسم "الضغينة" الى العام 1954، عندما تم تشييده بناء على "نكاية أخوية"، اذ يقع مبنى "البعصة"، (كما يعرف محليا وتعني الحقد)، في منطقة قريبة من المنارة القديمة في العاصمة اللبنانية، بعرض لا يتجاوز القدمين (اي ما يعادل 60 سنتمترا) عند أضيق مكان فيه، و 14 قدما (420 سنتمترا) عند أوسع نقطة فيه، لكن رغم حجمه الصغير، كان المبنى صالحا للسكن، اذ يضم غرفا ومطبخا ونوافذ كبيرة لدخول ضوء الشمس، الى جانب إطلالته البحرية بالطبع. 
ووفقاً للرواية المتداولة بين السكان، وعلى نطاق واسع، بدأت القصة عندما ورث الأخوان قطعتي أرض من والدهما، لكنهما لم يتمكنا من التوصل لاتفاق حول كيفية تقسيمهما بينهما، ليتطور الخلاف بينهما بعد أن تم ضم جزءاً من ملكية الأرض الى البنى التحتية للطرق، وقد أدت سلسلة الأحداث تلك، بضمنها مشاريع البنية التحتية للبلدية، الى بروز المبنى بشكله الغريب 
هذا.  
وقالت ريشاني: "ان المبنى لم يحجب الإطلالة على البحر لأخيه فحسب، بل قلل من قيمة العقار"، مضيفة "أحب أن أسكن فيه، فمخطط المبنى، خطي للغاية، فأنت تدخل من غرفة الى أخرى، وفي الجانب الذي توجد فيه أرض الأخ الآخر، هناك نوافذ عالية تسمح بمرور الكثير من ضوء الشمس وتتمتع بإطلالة على البحر".
يشار الى أن "البعصة"، الذي هو من تصميم صلاح وفوزي عيتاني، وهما شقيقان أيضا، لا يعرف من هو مالكه الآن، اذ بقي فارغا بعد أن شغله الكثير من اللاجئين في الماضي، والغريب في الأمر أن المبنى محمي من الهدم استنادا الى قانون يحظر إنشاء مبان جديدة في المكان، بسبب صغر مساحة قطعة الأرض التي هي أصغر من المساحة المسموح بالبناء
عليها. 
*صحيفة الاندبندنت البريطانية