مرثيَّة الى الشاعر مروان عادل حمزة سلاماً في رحلتك الأخيرة

ثقافة 2021/04/28
...

  كاظم السعيدي  
 
واجهت الساحة الثقافية نبأ انطفاء شمعة جديدة في سمائها بشكل مفاجئ، مما جعل الدموع تنحبس في المحاجر وتعتقل المفردات بين الشفاه.. رحل مبكراً فقيدنا الشاعر مروان عادل حمزة بلا وداعٍ منا.. كان مثالاً رائعاً للإنسان الكفوء، المملوء طيبة وانسانية صاحب ابتسامة لا تفارق محياه.. ومثالا للإنسان المخلص المملوء حيوية ونشاطاً بعطائه المهني المؤطر بالصدق والأمانة كمدرس في معهد الفنون الجميلة، وبعطائه الثقافي والإنساني كمثقف وشاعر بعمله في اتحاد الادباء والكتاب في العراق. وعنصرا فاعلاً في الوسط الثقافي، يعمل بلا كلل، لخدمة زملائه واصدقائه، متواصلا بعطائه الدائم المستمر، فما أقساك أيها المارد الجبار، الذي اسموك الموت، الذي لم تتوقف يوماً عن حصد أرواح الطيبين والمتميزين بالعطاء ممن يعملون بصناعة الحرف وصياغة المفردة المحلقة، الذين هم نجوم ساطعة في سماء بلدانهم. ولكن الحقيقة تقول: إنّ هذا هو قانون الحياة، والذي سنواجهه جميعاً في محطتنا الأخيرة من الحياة. ونمرُّ من بين يديه رغم أنوفنا، شئنا أم أبينا. فما عسانا أن نفعل؟، حينما يغيّب الموت عزيزاً على قلوبنا مثل الأستاذ أبا يوسف، الذي يُؤنس جلساءه بحديثه المملوء طرافة، إذ كان سبّاقاً لفعل الخير، وما زلت أتذكر ذلك اللقاء الذي جمعني وإياه قبل يومين من رحيله المفاجئ، إذ كان يشاركنا اللقاء الأستاذ عمر السراي، ونحن في قاعة اتحاد الأدباء، وودعتهما وأنا في غاية الفرح.. وحينما سمعت نبأ رحيله امتلأت غما وحزنا من شدة هول المصيبة التي حلّت على الساحة الثقافية.. إذ كان أخاً وصديقاً، غالياً على قلوبنا جميعاً، ونستذكره بقلوب دامية، وينطبق عليه قول: الشاعر الشريف الرضي..
هو الدهرُ حاولْ أن تعيشِ بهِ حراً       
وخلد بهِ ذكراً يُخلد بكَ الذِكرى
وفعلا كان سباقاً لفعل الخير، وله بصمة طيبة بالوسط الثقافي بأعماله الجليلة للآخرين،يستحق ان نستذكرها دائماً بفخر.. كذلك نستذكره بقلوب دامية.. عندما تعود بنا الذكرى، لأيام المعاناة، التي نال منها شظف العيش، حينما كان طالباً، فلم يستسلم للحياة وظروفها القاسية، بل وقف بوجهها شامخاً، وقاومها ببسالة، حتى انتصر عليها، رغم الظروف العصيبة، التي واجهته، إذ كانت تضحية جسيمة، وبطولة رائعة، حينما يستذكرها يشعر بالفخر، لأنه شغوفٌ بعمله، فهو المدير الاداري والمالي في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، والناطق الإعلامي لاتحاد الأدباء.. مستغلا اوقات الفراغ للعمل بلا كلل، من اجل خدمة أسرته متفانياً في خدمتها.. إذ كان مثال الأب المجد المملوء عطاءً لأسرته.. لقد كان رحيلك عنا يا أبا يوسف، قد ملأنا بالحزن والأسى الشديدين.. لأنّ فجيعة رحيلك عنا مفاجئة لنا.. ولذويك 
ومحبيك. 
صدمة كبيرة أدمت قلوب الجميع.. وستبقى ركناً مضيئاً في عالمنا الثقافي والفكري، وطعنة حزينة دامية في القلب.. تقضُّ مضاجعنا، كلما تذكرناك، لأن لكَ فراغاً في وسطنا الثقافي لا يمكن سدّهُ.. نسأل الله أن يتغمدك برحمته الواسعة، ليلبسك ثوب المغفرة.. وأن يسكنك الفردوس من جناته.. ويلهم ذويك ومحبيك في الوسط الثقافي، الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.