الفئران

ثقافة 2021/04/28
...

  ليديا ديفيس*
ترجمة: عادل العامل             
 
تعيش الفئران في جدراننا لكنها لا تتسبّب في أية إزعاجات لمطبخنا. 
ونحن مسرورون لهذا غير أننا لا نستطيع أن نفهم لماذا لا تأتي إلى مطبخنا حيث أُعددنا لها المصائد، مثلما تأتي إلى مطابخ جيراننا. 
وبالرغم من كوننا مسرورين، فإننا قلقون أيضاً، لأن الفئران تتصرف كما لو أن هناك خطأً ما يتعلق بمطبخنا. وما يجعل الأمر محيّراً أكثر أيضاً، هو أن منزلنا أقل ترتيباً بكثير من منازل جيراننا. 
فهناك بقايا طعام أكثر ساقطة هنا وهناك في مطبخنا، وفُتات أكثر فوق المناضد، وقطع صغيرة قذرة من البصل مركولة عند قاعدة الخزانات. وفي الحقيقة، هناك الكثير جداً من الطعام غير المحفوظ في المطبخ إلى الحد الذي لا يمكنني معه إلا التفكير بأن الفئران أنفسها تشعر بالإحباط منه. 
ففي المطبخ المرتب النظيف، هناك تحدٍّ لها أن تجد طعاماً يكفيها ليلةً بعد ليلة للبقاء على قيد الحياة حتى الربيع. 
فهي تصطاد وتقضم بصبرٍ ساعةً بعد ساعة إلى أن تشعر بالرضا. أما في مطبخنا، فهي يواجهها شيءٌ ما غير معتادٍ كثيراً حسبَ خبرتها إلى حد أنها لا تستطيع التعامل معه. 
ويمكن أن تغامر بالخروج خطواتٍ قليلة، لكن العلامات والروائح الغامرة ستدفعها للعودة إلى جحورها، وهي في حالة ضيق وارتباك لكونها غير قادرة على التقاط شيءٍ كما ينبغي لها أن تفعل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
عن /  Literary hub
كاتبة أميركية معروفة بكونها كاتبة قصص موجزة وروايات قصيرة ومقالات، ومترجمة من الفرنسية إلى لغات أخرى، ولها مؤلفات عديدة.