اخطبوطية السياسة!

آراء 2021/04/28
...

   حسين الذكر
 
السياسة ميدان يختلف عن بقية الملفات الحياتية الأخرى، اذ ان طبقة السياسيين ولغتهم وطريقة التعاطي – خارج نطاق الدبلوماسية – تعد مختلفة تمام عما يدور بمفهوم عامة الناس، وذلك لحجم المسؤوليات وكبر المهام وشبكة العلاقات الدولية المتقاطعة المتضاربة، المتسقة مع حركة القوى المختلفة داخليا وخارجيا، بصورة جعل من السياسة فنا ممكنا، وليس واقعا عمليا ولا قواعد وقوانين علمية، فهي خليط من كل شيء لاجل تحقيق شيء قد يستعصي على مجمل الأمة بلوغه لو لا وجود رؤوس قيادية تتعامل مع الملفات المطروحة برؤية يمكن ان نطلق عليها سياسة .
فعلى سبيل المثال، وبرغم كل التضاد حد التصادم ما بين السعودية وايران، الا ان الاخبار صدحت باجتماع إيراني سعودي متقدم جدا برعاية وأرض عراقية وان نفت الأطراف المعنية ذلك – وهذا النفي لا يتنافى مع مفهوم العلاقات والتصريحات وآليات العمل السياسي، ولا يعني ضمنا ان المطروق والمصرح به ليس له أساس على ارض الواقع – وهذا ما تختلف به السياسة عن غيرها .
هذه الرؤية لم تأت اعتباطا بل جاءت بعد رحلة مكوكية قام بها السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي في المنطقة، توجت بمحطات الرياض وأبو ظبي،. بينما اذرع عراقية أخرى طارت باتجاه طهران  وربما عواصم اقليمية ودولية أخرى تدور وتعمل بذات الفلك المطروح والمطروق، فاهل السياسية اعرف بظلام الليل وما يجري خلف الستار 
من غيرهم .
هذا الحراك الإيجابي ربما يصب بإعادة الهيبة للعراق الذي فقد الكثير من بريقه وثقله ودوره في المنطقة منذ تسعينيات القرن المنصرم وحتى اليوم، 
صحيح اننا نتفق على ان الملف المحلي ما زال يعاني الكثير برغم ما ينتظر من حكومة السيد الكاظمي، لكن حقيقة التنقل ومد الاذرع الاخطبوطية تعد مصداقا للعمل السياسي، الذي قد يفضي الى بيئة مستقرة ومن ذلك الاستقرار (الحلم العراقي المنتظر)، قد تتوالد الكثير من المشاريع والأفكار والنظريات التي ترتبط في صميمية حراكها على  ضرورة احياء الاصلاح في العراق وربما في المنطقة وبعض الدول الاقليمية أيضا، هنا نكون قد قرأنا وعشنا واقعا كنا نعتقده عسير حد الاستحالة، بينما يقول المنطق السياسي بإمكانية تحقيقه .