المسرحي رحيم ماجد.. الغائب الحاضر

ثقافة 2021/05/02
...

   كاظم السيد علي
 
«كفى نزيفا للدم وعلينا مواجهة العنف لا بالطلقة بل بالكلمة الصادقة الحرة والهادفة والبناءة لخدمة المجتمع وأبنائه وزرع الابتسامة على الشفاه الحزينة”، هكذا كان رحيم ماجد، وهكذا حدثني في احدى لقاءاتي معه عند زيارتي لمدينة الديوانية، هذا الفنان الطموح بين التمثيل والاخراج والتأليف المسرحي، لكن يد المنون كانت أقوى فاختطفته من بيننا فجأةً، وبهذا توقف كل ذلك الطموح بعد ان توقف قلبه العاشق للناس وللمسرح وللحياة والفن معا، اذ غادر الفنان الرائع “ماجد” حياتنا هذه وهو في أوج عطائه المسرحي، الكل يعرفه من خلال ظهوره في عدة اعمال تلفزيونية في المسلسلات التي عرضها تلفاز العراق سابقا تمثلت: بـ (قناديل- لو كنت قاضيا- الدربونة)، وفي المسرحيات كل من: (سماع الايقاع جيرج- ثورة الزنج- المحنة- الليلة نقتل الطاغية - في هذا الكهف) ... وغيرها بحدود ثمانين مسرحية وافلام سينمائية مثل: (الحسبة والطريق) للكاتب السوري عبد العزيز هلال واخراج الفنان علي كايد، وفي الكثير من الاعمال المسرحية من خلال فرقته التي تم تشكيلها بعد التغيير السياسي في نيسان 2003 والموسومة بـ (مجموعة ابداع للفنون الجميلة) والذي حقق فيها منجزا فنيا مهما في مجال العرض المسرحي والتي ضمت نخبة مبدعة من الفنانين، قدمت عدة مسرحيات ضمن نشاطها منها مسرحية (لا قرار) و (احلام ولكن) و(سيدة الاهوار) و (رحلة السندباد) من تأليف سعد هدابي واخراج الفنان جواد الخزاعي، أشارك الآن في عمل المخرج حسين العراقي بعنوان هواجس والذي دخل ضمن عروض مهرجان المسرح الثاني في كربلاء وآخرها عرض مسرحي بعنوان (أنا والكتاب) بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب للفنان والمخرج المبدع توفيق عبد الواحد برعاية رابطة حقوق الإنسان.
فضلا عن تجربته الرائعة التي عرفت بـ (مسرح المقهى) التي بدأها في سبعينات القرن الماضي التي سبق ان شهدتها مقاهي بغداد مثل: مقهى ام كلثوم وحسن عجمي والشاه بندر وكذلك مقاهي مدينة الحلة وكربلاء والسماوة شهدت بعضا من اعماله، حتى لم يتوقف عن مواصلة مشواره، بهذه التجربة فكللها بعرض مسرحية (كرسي ومحنة) مع الفنان رياض عبد العباس في أحد مقاهي الديوانية. 
وبرحيله فقد الوسط الفني والثقافي مبدعا في الاخراج والتمثيل ومدرسا، طالما نذر نفسه لرفد المشهد المسرحي والثقافي بالمزيد من التألق والعطاء من أجل رفد الإنسانية بالحياة والأمل بالأعمال المسرحية الجديدة والهادفة والجادة التي تلامس الواقع العراقي رغم الفوضى والمفخخات، والتهديد المستمر بالفناء، وانشاء مجتمع مدني ديمقراطي متحضر ونبذ ثقافة العنف الهدامة، ولغرس مبدأ العمل الجماعي من اجل العراق الواحد.