ثاني اوكسيد الكاربون

آراء 2021/05/03
...

 عبدالزهرة محمد الهنداوي
 
المعروف عن غاز ثاني اوكسيد الكاربون، انه غاز خانق، وان زيادة نسبته في الهواء، تسبب اختناقا وضيقا في التنفس لدى الكثيرين، لذلك فإن الجميع يحرص على التقليل من انبعاثات هذا الغاز من خلال الاهتمام بالبيئة وزراعة الاحزمة الخضر التي تمتص الغازات السامة وتبعث الاوكسجين في
 الجو. ولكن، ما هو سام ومؤذ، قد يصبح في لحظة ما، منقذا للحياة! وهنا اتحدث عن الحرائق، التي تنشب في اي لحظة، وفي اي مرفق، ولأي سبب بسيط، فتحصد الاخضر واليابس، بما في ذلك حصاد الارواح، وشواهدنا كثيرة، وتحمل في تفاصيلها آلاماً حادة لما تسببت به من فقدان الاحبة، وكان اخر تلك الفواجع، المأساة التي حدثت في مستشفى ابن الخطيب في الزعفرانية، الذي نشب فيه حريق مرعب، تسبب في وفاة واصابة نحو مئة او يزيدون، من اهلنا، الذين جاؤوا الى المستشفى، طلبا للنجاة من فيروس كورونا، فخرجوا، أجسادا متفحمة. وفاجعة ابن الخطيب، لم تكن الاولى، فقد سبقتها كوارث وفواجع لا تقل عنها وجعا، منها حريق مجمع الليث التجاري وسط الكرادة عام 2016، وفواجع اخرى، نتجت عن حرائق، ولعل احتراق ابن الخطيب لن يكون الاخير (لا سمح الله)، في ظل حالة الاهمال والتراخي، التي تشهدها مؤسساتنا بنحو عام، لاسيما في ما يتعلق بتوفير متطلبات السلامة والامان، وفي مقدمتها قناني ثاني اوكسيد الكاربون، التي ينبغي ان تكون متوافرة في كل مفصل من مفاصل العمل، وبالشروط والمواصفات المطلوبة، بمعنى ان تكون جاهزة، وليست مجرد (حدَيْدَة عن الطنطل)، وهذا الذي يحدث، فالكثير من هذه القناني لا تتم متابعتها من قبل فرق الدفاع المدني للتأكد من جاهزيتها، (هذا، ان وجدت طبعا)، وبالتالي عندما ينشب الحريق، الذي يبدأ بسيطا في بعض الاحيان، فانه ينتشر بسرعة لعدم وجود متطلبات المعالجة السريعة، ولو توفرت المطافئ، مع وجود المعنيين باستخدامها، لتمت معالجة الكثير من الحرائق، من دون خسائر، وهنا عندما اتحدث عن مطافئ الحريق، فإن الامر لا يقتصر على المؤسسات الحكومية، فالقطاع الخاص هو الاخر معرض لنشوب الحرائق، وكذلك المساكن والبيوت، والسيارات، وفي هذا السياق، ثمة تجاهل وتهاون كبير، اذ تكاد اغلب البيوت والسيارات تخلو من هذه المعدة الاساسية، وهنا يجب أن تكون هناك اجراءات مشددة من قبل مديرية الدفاع المدني، واجبار الجميع على اقتناء مطفأة الحريق، في البيت والسيارة، واي مرفق اخر، ومتابعة الامر بنحو دوري، للتأكد من جاهزيتها وصلاحيتها للاستعمال، ففي ذلك انقاذ لحياتنا وممتلكاتنا من خلال تأمين غاز ثاني اوكسيد الكاربون.