بغداد: الصباح

 

يبحث كتاب النماذج الإدارية والتربوية للإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) للدكتورة نجيبة محمد مطهر في منهجية جديدة في الكتابة عن حياة أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين (صلى الله عليه وسلم)، أول الناس إسلاماً وأولهم إيماناً، والصديق الأكبر الذي صدق نبوة خاتم الانبياء وبذل الغالي والنفيس من أجل الإسلام.يشير الكتاب الذي صدر عن المركز الديمقراطيالعراقي الى أن أمير المؤمنين مصدراً للمعرفة الحقة والعلم الاداري والتربوي بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وكان عصره (عليه السلام) غنياً بالحقائق الادارية والوقائع العملية التي بقيت، وستبقى بإذن الله، مناراً للأجيال المتعاقبة.

كما واستند الكتاب الى منهجية علمية في البحث وعرض مجموعة من الحقائق الادارية التي يمكن بسطها ضمن فهم التاريخ، عبر ربط العلل التاريخية بعصرنا الراهن.وكذلك من خلال شخصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) اسمه ونسبه وحياته وسيرته الحافلة بالمنجزات، التي كانت حدثاً له شخصية ادارية وتربوية تستنطقُ عللاً منطقية ادارية ومباني عقلية يستأنسُ بها العقل البشري على مر العصور. وكذلك في المنهج الإداري للإمام وبلاغته الادارية التي لها شخصية ادارية عظمى تتناغم مع المباني العقلية للبشر، ونستنبط منه نظرية ادارية مبينة على الاسس منها نظرية ادارية وتربوية شاملة تفسر جميع مناحي الحياة العملية للإنسان. وفيها مكونان اساسيان هما: التركيبة النظرية، والفعل الاداري، فهو (عليه السلام) فسر الفكر الاداري المتعلق بالبناء الفكري والاداري للنظرية، وفي الوقت نفسه قام بتطبيق النظرية في الواقع العملي، وكذلك الابعاد التربوية والمعرفية التي بها يتوجه الامام علي (عليه السلام) بفكره وروحه الى الله عز وجل. وما ان يصارع الطغاة بسيفه القاطع وكلماته البليغة، حتى يضع يده الرحيمة على رؤوس الايتام والمضطهدين. وما إن يئنّ من ألم الجوع، حتى يضرب بمعوله الارض سعياً من أجل الرزق والاكتساب. ولذلك كان نظامه الاداري وعالمه التربوي كياناً حياً، تترابط فيه الاجزاء، وتشدُّ بعضها بعضاً. وكان مصداقاً لتكاملية الادارة في حياة الانسان.