وليد خالد الزيدي
الواقع الامني الذي يفرض نفسه على بلدنا، والشواهد التي تذكر يوميا على ما يجري من خروقات امنية في مناطق عدة من وطننا، لاسيما في مساحات مفتوحة من محافظة ديالى تفرض علينا محركات جديدة لبحث جدي عن اسبابها ونتائجها، ووضع بعض الحلول التي نراها وسائلا من شأنها أن تحد مما لا نرضاه لجيشنا ولابناء شعبنا.
لاسيما اننا خرجنا مرفوعي الرؤوس من معارك شرسة مع عصابات داعش الارهابية في محافظات برمتها، والتي مازال التواصل عدوانها الى اليوم، وبسبب غفلة بعض افراد قواتنا الامنية الشجاعة، حيث تسعى المجاميع الارهابية لجمع شتاتها المتهالك لايقاع الخسائر بين صفوف مقاتلينا ومواطنينا العزل، في البيوت ومواقع العمل وفي حقول الزراعة، وفي المراعي البعيدة عن مناطق تجحفل قواتنا الامنية، وقد اخذت عصابات الارهاب تتحين الفرص لتتسرب كلصوص الليل في المناطق الرخوة الخالية من الخطوط الدفاعية لقواتنا الامنية، في سعي محموم لتنال من سكان بعض القرى والاحياء النائية لخطفهم او قتلهم على الفور, حيث افصح الارهابيون بشكل جلي عن ذاتهم الضالة واساليبهم الهمجية ووسعوا من دائرة الصراع مع العراقيين، فشملت سلب الاموال والممتلكات الخاصة لسكان تلك المناطق، والامر الاخطر من ذلك بدأت تلك العصابات تتجرأ على بعض مواقع قواتنا الامنية البعيدة عن مواقعها الخلفية ودعمها اللوجيستي.
وهنا تبرز اهمية تفعيل خطوط التماس بين جميع تشكيلات قواتنا الامنية وفي تسمياتها كافة، سواء كانت ماسكة للارض او متجحفلة على شكل خيوط متواصلة متقاربة متماسكة لمطاردة العدو، لنحقق بذلك مبدأ الاسناد والدعم الذي من شأنه ادامة زخم التصدي للهجمات المعادية وانهائها بالكامل، وان ضاقت مساحة الارض الممسوكة من قبل قواتنا الشجاعة، على ألا تترك بقية المناطق ساحة متاحة للعدو، بل تكون عملية استمكانها من مهام القوات الجوية واجهزة الاستطلاع والمراقبة المتخصصة، وهذا الامر يؤدي بالضرورة الى جهد منظم مركزي على مستوى القيادات الميدانية المهنية، بدلا من اتخاذ بعض القرارات الآنية الفردية المتعجلة غير المدروسة.
إن العقيدة الضالة لعصابات الارهاب واضحة للقاصي والداني، فهي تسعى على الدوام الى سلب ارادة العراقيين والوصول بهم الى الشعور باليأس.
وهنا لابد من وعي وطني عسكري واقعي يتغير باستمرار مع متطلبات كل مرحلة من مراحل الصراع مع العدو، وطبيعة كل منطقة من ارض الوطن، وأهم ما في هذا الوعي تجاوز طور الغفلة الى طور اليقظة لادراك نمط العمل العسكري، الذي ينبغي تطبيقه انطلاقا من مبدأ الوعي قبل السعي لتأمين منظور واسع من الدقة والوضوح لكي تكون الصورة مرئية والنتائج متوقعة والمعركة شبه محسومة.