(115)

ثقافة 2021/05/06
...

  صادق الطريحي
 
لستُ اعتباطيّا..
أنا الألف الذي رسمته.. 
كفُّ المؤمنات السُّومريّات الحسان
ليصير ـ باسم الربّ ـ بُستان السّواد
رسمَتهُ شخصا
       واحدا 
       مُتعدّدًا 
       مُتَسائلًا 
       مُتشككًا
يمشي خفيف الوطء..
إنّ أديمنا مُتناثر الأجساد..
مُذْ كُسر الرّقيم.
لستُ اعتباطيّا..
أنا المُتداول الشَّعبيّ باسمي في اللُّغة العميقة..
أو أنا المُتداولُ المرفوضُ بالمعنى بجائحة السّياسة..
أو أنا الكمُّ المحدّدُ..
           في مسار لا محدّد..
إنّني المقتولُ، والشّخصُ المُدان.
لستُ اعتباطيّا..
أنا الأوّابُ..
تاءُ التَّلبيات..
تناظرُ الأسماء في لغة السّواد..
ورجعة الكأس النّواسي اللّذيذ..
وتوبة المعنى، وتكملة الرَّقيم.
لستُ اعتباطيّا..
أنا النُّونُ المُقدّر.. 
أن أكون مُواطنّا مُتدرّبًا في معهد الإقليم..
أن أُصغي إلى المُتحدّثين..
          عن التّغيّر في الدّلالة..
          عن ظهور سُلالة أخرى من المتنبئين..
تُخلص اللُّغة الحديثة من رسوم المكس والتّصريف..
أن أصغي إلى المتنبئين..
بفكرة اللُّغة التي لا تستجيبُ لسلطة الأجناس..
أن أمضي مع النّون الأخير..
مردّدًا قسم الكتابة والأمان.
لستُ اعتباطيّا..
أنا الاسمُ المُسمّى: امرؤ البُستان..
صوتي مجمعُ النّهرين..
في لغتي يعيش المؤمنون بنصّهم
                رُحماء، مُتّفقين، مُختلفين..
واسمي مُعجم المُتعدّدين..
       لنا كتبُ الشّكّ والتَّعميد..
          خاتمة المسلَّات الكريمة..
          أوّلُ الأسفار..
واسمي موجة أبديّة للباحثين عن اليقين.
لستُ اعتباطيّا..
أنا الدّالُ المُسمّى دجلة العدّاء..
أجمل غابة للعاشقين، لغُربة الظَّمآن، 
            للمُتسائلين..
عن الحريق، عن الرّقيم، عن الجفاف..
لسورة الفيضان، للغرقى..
لأَوراق المُدانين الأوائل، والأواخر..
                 بالخروج عن النّظام.
لستُ اعتباطيّا..
أنا المُحصي القدير لمفردات الجائحات..
أنا الموظَّف، مُحصيًا للنَّادبات على السّواد.. 
حرائق المُستشفيات..
ورحلة المرضى إلى الفردوس..
                    مُحترقين.. 
                    مُحترقين.. 
                    مُحترقين..
يا ربّ السّواد، أَلا ترى!!!