(3) قصص قصيرة جداً

ثقافة 2021/05/08
...

  فرانز كافكا
  ترجمة: عادل العامل
 
نافذة الشارع
كلُّ مَن يعيش حياة العزلة ويريد مع هذا، بين الفَينة والفينة، أن يرافقَ نفسه إلى مكانٍ ما، كلُّ مَن يحسّ فجأةً، ووفقاً للتغيرات الحاصلة في وقت النهار، الطقس، وحالة العمل، وما شابه، بالرغبةِ في أن يرى أيّةَ ذراعٍ على الإطلاق يتشبّث بها ــ لن يكون قادراً على تدبّر أمره طويلاً من دون نافذةٍ تطلِّ على الشارع. 
وإذا كان بمزاج لا يرغب معه في أي شيءٍ إلّا أن يذهبَ إلى عتبة نافذته رجلاً متعَباً، بعينين تنتقلان من الناس من حوله إلى السماء وبالعكس، غير راغبٍ في أن ينظر إلى أي شيء وقد ألقى برأسه للأعلى قليلاً، وحتى وهو في هذه الحال سوف تجتذبه الخيول في الأسفل إلى سيلِ عرباتها وصخبها، وإلى الإيقاع البشري بالتالي في نهاية الأمر.
 
الرغبة في أن يكون الواحد هندياً أحمر
لو ان الواحدَ كان فقط هندياً، متأهباً للتوِّ، وعلى حصان سباق، مائلاً ضد الريح، باقياً هكذا وهو يختضّ على نحوٍ متقطعٍ فوق الأرض المرتعشة، إلى أن تقعَ مَهاميزه، إذ لم تكن هناك من حاجة لأية مهاميز، ويرمي الأعنّةَ، حيث لم تكن هناك من حاجةٍ لأية أعنّة، ويرى بالكاد أن الأرض أمامه أرضٌ قد جُزَّت بشكلٍ ناعم بينما كانت عنق الحصان ورأسه سيمضيان آنذاك.  
                       
الأشجار
بالنسبة لكوننا مثل جذوعِ الأشجار في الثلج. فهي، في الظاهر، تستلقي على نحوٍ أملس وستكفي دفعة صغيرة لجعلها تتدحرج. لا، ليس بالإمكان فعل ذلك، لأنها مشدودة بثباتٍ للأرض. لكن انظروا، حتى ذلك هو مجرد مظهر فقط.
 
 عن Franz Kafka Stories