وجود

ثقافة 2021/05/08
...

   د.نصير جابر 
 
أظافرك هشّة.. مثل فلسفة تالفة تُهتكُ أسرارها 
ومقولاتها كل نوبة شك.
أظافرك هشّة.. لا حنّاء تزكم ريقها.. حينما تقضم 
الحيرة.. والحسرة 
وجلد اللغةِ أسمر مبثور بالمجاز والتكرار 
ومتغضّن من الجزم والنفي والقلب والسكون. 
اخدشي شين الشوقِ
أو سين المسافات
أو راء الفراق
فقد ينضح من خدّها ليمون عبارة دافئة
أو ملح دمعة واجمة
نحن وجود.. وجود وحدنا 
تتوحمنا شغاف المقاهي.. فنرتسمُ على زجاجها 
السميك: شجرة لفّاء.. سرب طيور غاربة
زفير عابرة مسرعة
أظافرك هشّة..  وخشب الطاولة.. عنيد كهذا النهار 
الطويل.. دعي زقزقة الأنامل.. الآن.
نحن وجود وحدنا.. سيتوقعنا غيم الفراغات 
الموحشة.. وسراب الطرق الطويلة.. ونوارس 
الأمسية التي سنكونها 
سنفهم الكون.. نقشّر جوزة المعنى عن زغب 
الحقائق.. ونمرّ نحو حقل الرؤى الغائرة  
نحن وجود وحدنا.. لكن أظافرك هشّة 
وصوّان الحقيقة يعكس صدى 
الأسئلة المرّة.. فنرتطم بالتأويل.. والتسويغ
نحن وجود وحدنا:
نتعلّم بعضنا.. خطوة خطوة.. نتهجى 
أوّل التمر.. ننضج صيفا، صيفاً
حتى نتكوّر أعذاقا.. في نخلة الشوق
ندور في الشوارع.. في الكتب.. في الصحف.. في شبه 
الجمل.. نعبر علامة التعجب نحو سكون النقطة آخر السطر
يا آخر من سيركد في بركة القلق العظيم
ندور
ندور 
الشاي الثقيل.. وطلاء 
الأظافر.. وقصيدة هوجاء تفترس البياض
من سيكتبنا 
ونحن بكلّ هذا العدم.