أ.د.عامر حسن فياض
يالها من سطحية حين نعرف جيداً من سيقول ان في العراق كوردستان وليس فيه شمال!؟.. نعم سطحية لايقبلها التاريخ ولا الجغرافيا ولا حتى اي صنف آخر من صنوف العلوم الطبيعية والانسانية.. نعم ان كوردستان العراق هي شمال العراق وبصرة العراق هي جنوب العراق وديالى العراق هي شرق العراق وانبار العراق هي غرب العراق، وكان الله يحب العقلاء الذين يعرفون الاتجاهات الاربعة للاشياء ولايتنكرون لها او يتطيرون من عبارة شمال العراق..
(1)
المعارضة السلبية هي المعارضة التي تعرف ما لاتريده ولاتعرف ماتريد.. اما المعارضة الايجابية فهي تعرف ما لاتريده وتعرف ما تريده بديلاً.. والاحتجاج السلبي هو الاحتجاج الذي يعرف مايحتج عليه ولا يعرف ما يطلبه بديلاً.. اما الاحتجاج الايجابي فهو الاحتجاج الذي يعرف ما يحتج عليه ويعرف ما يطلبه بديلاً..
(2)
قيل «ان من يزرع الريح يحصد العواصف» وفي السياسة، ان الزارع هو الناخب الذي زرع للعراق بإرادة غيره الجواني والبراني بذورا أينعت قوى تنفذت وتجبرت وفسدت وافسدت وتسلحت ورفعت راياتها فتقزم علم العراق بل ضاع بين راياتها الملونة.. فيا ايها الزارع امامك الآتي موسم انتخابات مقبل وعليك ان تحسن الزرع وتنتقي استنبات البذور المحسنة من اجل عراق احسن من ماضيه واحسن من حاضره معا..
(3)
في نيسان عام 2003 غاب عن العراق اليأس من اطروحة رحيل الطغاة فظهر البؤس عندما اصبح البديل لايحسن الا صناعة الفشل! ولكن الى متى نبقى نعيش الفشل؟.
سؤال محبط وجوابه ينبغي الا يكون محبطاً.. نعم للفشل اسبابه ومسبباته وتلك الاسباب والمسببات باتت معلومة تتلخص بثلاثة تتمثل بالارث الديكاتوري الشمولي لطاغية ماقبل عام 2003 اولاً، وبالاحتلال البراني المتوحش ثانياً، وباتباعه ممن عبثوا بثروات البلاد وبأمن العباد
ثالثاً...
(4)
لا شك ان نفوذ القوى المتحكمة بالمشهد السياسي العراقي هو نفوذ قوي ومنظم مصحوبا بنهج خاطئ يقابله حراك شارع غاضب صحيح النهج مبعثر التنظيم.. هذه المعادلة لايمكن بل من المستحيل تغييرها بالمراهنة على تخلي او نزع اختياري لنفوذ القوى المتنفذة المنظمة عن نهجها الخاطئ ولا بالمراهنة على تخلي او تراجع الحراك الغاضب عن نهجه الصحيح للمطالبة بالحقوق.. ولكن يمكن وليس من المستحيل ان تضطر القوى المتنفذة لتغيير نهجها الخاطئ مقابل ان تغادر قوى الحراك الاحتجاجي الغاضب بعثرتها وتنظم صفوفها.. ومن دون ان تغادر قوى الشارع المحتج بعثرتها وتذهب الى التنظيم السياسي لصفوفها لايمكن ان تنصاع القوى المتنفذة مجبرة لتصحيح نهجها الخاطئ...
نعم ان وقت تنظيم الشارع المحتج سياسياً تأخر كثيراً لكن الانتخابات وصوت الناخب هو صوت الشارع المحتج.. ان معجزة مغادرة القوى المتنفذة لنهجها الخاطئ ومعجزة مغادرة قوى الاحتجاج الغاضب لبعثرتها التنظيمية سوف تتبدد بالانتخابات فعندما تحل ازمنة الانتخابات ترحل ازمنة
المعجزات