حمزة مصطفى
فيروس اسمه «كوفيد - 19» أو كورونا مثلما هو اسمه الدارج انطلق من خفاش صيني ليوقف الكرة الأرضية طوال سنتين على «تك
رجل».
لا عولمة ولا مكدونالد ولا بطيخ. كورونا لا تزال تفتك بمليارات الكرة الأرضية الستة بنسخ مختلفة آخرها الهندية. صاروخ خرج عن مداره من مركبة صينية أوقف الكرة الأرضية على “تك الرجل” الثانية. مصيبتان من الصين في غضون عامين.
صين الهواوي والحزام والطريق وسابقا ماوتسي تونغ صارت حياتنا وموتنا دنيانا وآخرتنا إما على يد خفافيشها أو صواريخها التايهة. أي «عيشة» هذه «جاك الخفاش جاك
الصاروخ».
حين مات ماوتسي تونغ عام 1976 ولدت صين أخرى نستورد منها حتى دشداشة شاكر. بقي سور الصين العظيم هو القاسم المشترك لا كتاب ماو الأحمر ولا ثورته الثقافية. تسورت الصين بسورها العظيم لكي تؤثر العزلة. ربما كانت البلد الأول الذي أطلق مقولة (الباب التجيك منه ريح سده وإستريح). لا استراحت الصين ولا استراح العالم ولا استراح كارل ماركس. والأخير لو امتد به العمر لكي يرى «فعايل» ماو بالماركسية للعن «ساعة السودة» التي كتب فيها بمساعدة صديقه إنجلز البيان الشيوعي.
حصل وربما سيحصل الكثير مما سبق أن حذر منه نابليون بونابرت الذي تنسب اليه المقولة المشهورة «ويل للعالم لو استيقط الجنس الأصفر».
أبشرك جلالة الإمبراطور استيقظ الجنس الأصفر. لا أعرف المعطيات التي جعلت بونابرت يحذر العالم من استيقاظ الجنس الأصفر لكن كل الذي أعرفه أنه كان يحب كثيرا سور الصين العظيم مثلما يروي الروائي الفرنسي الكبير أندريه مالرو وزير ثقافة ديغول ومؤلف “الوضع البشري”. ففي إحدى زياراته للصين وفي لقاء جمعه مع ماو كان الأخير معجبا جدا بنابليون بونابرت. ولما أراد مالرو تغيير دفة الحديث سأل مضيفه عن سور الصين العظيم فكان جوابه “كان نابليون معجبا جدا بسور الصين العظيم”. ولأنه أدرك أنه “لح بالزلاطة” عن بونابرت التفت لمالرو قائلا: “وها قد عدنا الى نابليون مرة أخرى”. ليس موضوعنا نابليون. موضوعنا الصاروخ الذي كان لايزال تائها لحظة كتابة المقال قبل يومين وسيسقط قبل نشره بيومين. ربما لن يرى هذا المقال النور، وإذا رآه ..
رحمة من العزيز الجليل.