في ماهيّةِ الحبِّ

ثقافة 2021/05/12
...

  وليد حسين
اِستيقَظَ يومي
من متاهاتِ الغُربةِ
وذاك السُبَاتِ الممتدِّ
على حافةِ الوعي
بدأ يحلّقُ في الوجوهِ الشاحبة
يرسمُ أفقاً
ويعيد انبعاثَ الدهشة
الأقوامُ المتصارعةُ
تتسابقُ في إنتاج السفسطةِ
تستغرقُ أعمارَ الجمهورِ
منذ ثمانيةِ أفخاخٍ
وعشر نوابٍ
وأكثر ..
وهي محاطةٌ بكتلٍ صلدةٍ
تبدو لي..
غيرَ مسؤولةٍ
لكنّها مصانةٌ عند توجيهِ التّهمِ
الحبُّ هو الآخر
غادرنا لمرافئ
و محطاتٍ ضبابيةٍ
يلقي ظلالَهُ على الأرواحِ الهائمةِ
دون وازعٍ من حبيبٍ
في خضمِ رحلةِ بحثٍ
واستقصاء
بماهيّةِ الحبِّ
و أسرارِ ارتيادِ المتخيلةِ عند الشعراءِ
أقفُ خلف مكتبةٍ
كُتِب عليها..
للبيعِ
تناولت كتاباً
أتلذذُ بالتقاطات فاروق شوشة
مع جمعٍ غفيرٍ..
يتداولون
القصائدَ العشرين المختارة
بعناية فائقةٍ
دون النظر لصاحب المكتبة
وغابَ عنّي
أن أسألهُ
في ازدحامات المارةِ
فلكلٍّ منّا بوصلةٌ
وكأنّ الأوقاتَ التي مرّت..
تقاربُ حلماً
من زمنٍ غابرٍ
فالقدامى يستنطقون الحبَّ
يعيدون رسمَ ملامحنا
فكلمة " جيّاشة"
كانت ملتصقةً بين شدقين
بها سيولةُ لفظٍ
و متداولة
فالصوت عند التغنّجِ
يبيحُ الجمالَ
متّسعاً..
و ذاك الإرثُ الشاسعُ
يغمرونَ البهجةَ
ببعضِ ضحكاتهم
يسترسلونَ بالحكاياتِ الدافئة