حجر الأساس

آراء 2021/05/17
...

  بشير خزعل 
 
الحديث عن واقع الكهرباء في العراق  لم يعد امرا مستساغا او مقبولا من الناس لأنه حتما لن يفضي الى حل المشكلة، بل ترقيعها لحين ما، ثم تعاد الكرة من جديد في كل صيف لاهب، وهكذا دواليك منذ 18 عاما مضت، حتى اصبح الانطباع الغالب في الشارع العراقي بان الكهرباء ليست مشكلة، بل لغز استعصى حله على 6 حكومات متعاقبة بعد العام 2003. 
احد خبراء مشاريع الطاقة بين "أن قطاع الكهرباء في العراق مدمر بالكامل، ويحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة تبدأ من رسم السياسات والتخطيط الصحيح وتنتهي بالتعاقد مع شركات رصينة للتنفيذ والصيانة". وقدر الكلفة المالية بنحو 20 مليار دولار وإلى 4 - 5  سنوات من العمل "الجاد" قبل أن تنتهي مشكلة الكهرباء في العراق بشكل نهائي، ولا جدوى من اي مشروع ما لم يكن متكاملا مع المشاريع الاخرى في النقل والتوزيع والانتاج"  وربما يسأل سائل ما الذي منع الدولة العراقية حتى الآن من أن تعمل على وضع حجر الاساس لمشروع ستراتيجي يسد حاجة البلاد من الكهرباء؟ والكف عن الترقيع بحلول موسمية تفشل مع بداية كل موسم صيف، واقع الكهرباء في العراق صار يشبه لسان حال المثل الشعبي القائل "الشك جبير والركعة صغيرة"، اكثر من مسؤول وسياسي ربطو استمرار ازمة الكهرباء بالفساد والهدر المالي وسوء الادارة، وان الاموال التي صرفت كانت تكفي لبناء شبكات كهربائية حديثة، اذناً ما الحل الذي يمكن ان ينهي معاناة حر الصيف وبرد الشتاء التي تؤرق الصغير والكبير لشعب غلب على امره في جوائح كثيرة وليست جائحة كورونا لوحدها  شح الكهرباء في العراق بحاجة لمن يضع حجر الاساس لمشروع ستراتيجي جريء وطموح، يتضمن بناء جميع المنظومات الخاصة بالطاقة، بدءا من الانتاج والنقل والتوزيع  والغاء الشبكة الهوائية وتحويلها الى شبكة ارضية للتخلص من السرقات والتجاوزات وتلافي مشكلات كثيرة، تنهي حجم الضائعات التي تذهب هدرا بسبب سهولة التجاوز والاعتداء، ورغم التأخير لسنوات مضت، فالخطوة الاولى افضل من اللاشيء، والمراوحة في المستنقع نفسه،  ولوكنا قد بدأنا بالخطوة الاولى لهكذا مشروع قبل اعوام خلت ما بعد 2006 او 2007 او 2010،  لكنا حاليا ننعم بصيف بارد  الترقيع اصبح عبئا مكلفا على المجتمع والدولة ولاينفع الا الفاسدين والمنتفعين من الازمات، والبحث في مشاريع صغيرة هنا وهناك فهي ايضا لا تسمن ولا تغني من جوع، فالحكمة تقتضي ان يكون مصدر الطاقة وانتاجها بأيدينا من دون الحاجة الى تفاوض او تعاقد او شراء  والسنوات الماضية، والتي نعيشها الان خير مثال على معاناة العراقيين مع 
الكهرباء.