جريدة « الصباح » ومشروعها الإعلامي

آراء 2021/05/17
...

  محمد صادق جراد
 
اصبح الاعلام الوطني أحد أسس النجاح في أي تجربة ديمقراطية تهدف الى تغيير المفاهيم والتحول نحو المفاهيم الانسانية والديمقراطية الحديثة، حيث لم يعد الاعلام شيئا كماليا، بل اصبح احد اشتراطات التحول واهم شروط نجاح أي مشروع وطني ديمقراطي. ومن اجل ذلك شهدنا دورا فعالا للكثير من وسائل الإعلام العراقية التي واكبت التجربة الديمقراطية وأسهمت في دعمها ومساندتها من اجل تحقيق خطوات نحو النجاح والتكامل، ولقد كانت جريدة الصباح العراقية بملاحقها وصفحاتها ومشروعها الوطني إحدى هذه الوسائل الإعلامية، التي استندت اليها التجربة الديمقراطية في العراق لأنها فتحت المجال للكثير من الاقلام الوطنية والمثقفة التي تصدت لمهمة توضيح المشهد وكشف الحقيقة للمتابعين باعتبارها الجهة المسؤولة عن نقل الخبر بحيادية ونزاهة، فضلا عن نقل الرأي والتحليل لما يحدث في الوضع السياسي للشارع والجمهور ليسهم في تشكيل قناعات المتلقي الذي كان بأمس الحاجة للتنوير والمعرفة في ظل التحولات التي تحدث اليوم في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي ليحدد موقفه من هذه
التحولات.
ويمارس الإعلام بجميع وسائله هذا الدور الذي تعده الأنظمة الدكتاتورية والعديد من الأطراف المتصارعة على السلطة والنفوذ خطرا حقيقيا يهدد مصالحها، لأنها تخشى كشف الحقيقة وتحاول إخفاءها بأي ثمن لأنها تهدد بقاءها واستمرارها، فتلجأ الى التضييق على الإعلام وممارسة جميع أنواع الضغط عليه انطلاقا من منع التصوير وتكسير الأجهزة والكاميرات وإغلاق الفضائيات وسحب الرخص، مرورا بالتهديد والخطف والإبعاد، ووصل إلى القتل لنشهد استهداف الصحفيين والإعلاميين في الكثير من مواقع الحدث، وقدم الاعلام العراقي الحر الكثير من الشهداء على طريق الحرية ليعبر ذلك عن إفلاس الأنظمة الدكتاتورية وأجهزتها الأمنية، التي قتلت رجال الحقيقة في العراق ومصر وليبيا واليمن، وهم يحاولون نقل الحقيقة من خلال كاميراتهم التي يخشاها الطغاة أكثر من أي شيء آخر، لسبب بسيط وهو إنهم تعودوا ان يعيشوا في جمهوريات الظلام والتعتيم الإعلامي خلف أسوار الحقيقة. 
اليوم ونحن نحتفل بعيد تأسيس جريدة الصباح نقول بأن الجميع مطالب بانجاح مهمة الاعلام الوطني وتهيئة الاجواء المناسبة لعمله كسلطة رابعة تعمل على مراقبة السلطات وتعمل على تقويم التجربة الديمقراطية.
نتمنى لإعلامنا الوطني أن يستمر في النهج الديمقراطي الحر الذي انتهجته منذ البداية، لان ذلك سيضمن له النجاح والاستمرار لخدمة العراق وتجربته الديمقراطية
الجديدة.