جوامع الموصل.. سحر التراث وروعة الأثر

الصفحة الاخيرة 2021/05/17
...

 الموصل: شروق ماهر
 
يعدّ جامع ومرقد «قضيب البان» اقدم الجوامع التاريخية ومن الآثار المهمة التي تزيّن محافظة الموصل المكتظة بأروع الحقب التاريخية في العراق. ويقع خارج باب سنجار في المحافظة، وسمي نسبة للشيخ العارف قضيب البان «471 - 573هـ»، «1079 - 1177م»، إذ اتخذ المسجد مرقداً لهُ بعد ان سكنه واعتزل الناس فيه، وهو احد شيوخ الصوفية في المدينة، واسمه الكامل ابو عبد الله الحسين بن عيسى بن يحيى بن علي الموصلي، وفي جامعة بغداد يوجد مخطوط (برقم 541) لأبي ربيعة عيسى الحسني الموصلي باسم «جوهرة البيان في نسب السيد قضيب البان».
وكغيره من الآثار التاريخية المهمة التي لم تسلم من خراب الظلاميين الدواعش، فقد تعرض المرقد الى التفجير في العام 2014، اذ أقدمت عصابات داعش الارهابية  على تفخيخ وتفجير الجامع بأكمله ضمن حملة منظمة شنها الارهابيون لهدم وتفجير المراقد والأضرحة التاريخية في الموصل. وشرعت مديرية اوقاف نينوى خلال حملة اعمار المراقد والمقامات الى اعمار المرقد خلال الاشهر الاخيرة الماضية، تحت اشراف فرق هندسية من آثار نينوى والبلدية. استاذ الآثار الاسلامية  في جامعة الموصل الدكتور احمد قاسم الجمعة، بين لـ«الصباح» ان «الامام  البان شخصية زاهدة ومهمة جدا من الناحية  الدينية، اذ صدحت الاغاني الموصلية التراثية بوصف مقامه الذي يعد ايقونة التاريخ والتراث». 
يذكر ان اغلب اهل الموصل والسائحين من المحافظات العراقية والعرب، يواظبون على زيارة هذا المقام والتبرك به، فضلا عن الاستمتاع بطراز البناء التاريخي الذي يوثق لحقبة مهمة من تاريخ المدينة، ومن الطريف ان اغنية «يا قضيب البان» من اشهر الأغاني التراثية التي تشكو فيها الزوجةُ حماتها وتصف قدرتها على العمل والاستقلال عن جورها واستغلالها، جاء في مطلعها: 
يا قضيب البان احفظلي حبيبي
لأطبخ الكشكا واغلق باب بيتي 
والكشكا طعام من الدقيق واللبن.