{الصباح}.. مصداقيَّة الإعلام الحكومي

آراء 2021/05/18
...

  يونس جلوب العرَّاف
الإعلام صوت لمن يمتلكه وتلك حقيقة لا بد ان يدركها الجميع وهو في كثير من الدول واحد من رموز قوة الدولة التي تريد تثبيت أركانها، إذ من المتعارف عليه ان الإعلام الحكومي هو مزيج من مفهوم الإعلام الصرف «media»، وما بين مفهوم الدعاية «propaganda»، إذ يعد جزءا من مؤسسات الدولة وصوتها الذي يستمع اليه الجمهور المتلقي ويعرف انجازاتها
 
 لذلك يجب ان يتحلى بالمصداقية في النقل والتحليل، وهذا ما سعت إليه صحيفة “الصباح” منذ تأسيسها إلى يومنا هذا من اجل الوصول الى الثقة التي يطمح لها المواطن البسيط بجميع ما ينشر في الصحيفة على اعتبارها الصحيفة الحكومية المعترف بها وعليها ان تكون الاولى في السباق الإعلامي مع الأخريات من مثيلاتها الأهلية التي كانت تصدر بالمئات وقد اختفين من الوجود لعدم امتلاكها الأسس الصحيحة لبناء المؤسسات الإعلامية.
وفي ذكرى تأسيس صحيفة “الصباح” يشرفني أن أقول إنني عملت في “الصباح” كمحرر في قسم الأخبار السياسية وهو القسم الأهم والمعبر عن سياسة الجريدة، وقد عايشت كيفية  صناعة الخبر فيها بل وأسهمت في نقل أخبار انتصارات قواتنا الأمنية والحشد الشعبي في قمة المعارك مع عصابات داعش الإجرامية، وقد شاهدت بأم عيني الحرص على المصداقية وعدم التسرع في نشر الخبر إلا بعد الحصول عليه من مصادره الرسمية في صياغة الإخبار او التقارير التي تنشر يوميا على صفحاتها التي تتجاوز عدد صفحات أي صحيفة اخرى في العراق، بل انها الاكثر تنوعا بغية الحصول على قارئ يريد الصحيفة كمصدر تثقيف وليس مجرد نقل اخبار.
قد يقول البعض إن كتابة تحرير الأخبار والتقارير الصحفية والتحقيقات في “الصباح” تتم بطريقة اقرب في إعلام المؤسسة الحكومية إلى الإعلان منه إلى الخبر الصحفي تماشيا مع سياسة المؤسسة الحكومية، لكني وبحكم تجربة العمل في “الصباح” وعلى الرغم من كونها تعد مؤسسة حكومية فقد وجدت فيها مهنية عالية وعدم انحياز إلى الحكومة، لكنها في الوقت ذاتها لا تهاجمها بل تعمل على طريقة النقد البناء الساعي إلى إصلاح المؤسسات الحكومية والتنبيه إلى الأخطاء التي توجد في عملها مع وجود صفحات للآراء يكتب فيها عدد كبير من الكتاب من خارج ملاك الصحيفة بغية إيجاد صيغة تواصل بين الصحيفة والناس الذين يمثلهم هؤلاء الكتاب الذين يمثلون صفوة ونخبة أبناء الشعب ولديهم القدرة على إيصال معاناة الناس من خلال الكتابة الى المسؤولين الذين يقرؤون “الصباح” بوصفها مصدر المصداقية والثقة.
في صحيفة “الصباح” توجد العديد من مقومات النجاح والتطور والاستمرارية كون عملها كعمل مؤسسات الدولة، وهي تسعى إلى تفعيل دور الإعلام المؤسساتي والارتقاء به ليواكب التطورات التي تحدث في العالم، لاسيما أنها الآن في صراع خفي ومتسارع غير معلن مع وسائل التواصل الاجتماعي والوكالات الإخبارية التي تنقل الخبر بسرعة البرق؛ لذلك أتمنى لملاك “الصباح” التوفيق في مسعاها الى التكامل في عملها خدمة للصالح العام.