في الصباح الاول لـ ( الصباح )

آراء 2021/05/18
...

 عبدالزهرة محمد الهنداوي
 
بعد العام 2003، شهد العراق «فورة» صحفية غير مسبوقة، فبعد أن كان عدد الصحف قبل التغيير، لايتعدى عدد اصابع اليد الواحدة، وجميعها بلون واحد! أصبحنا امام اعداد هائلة من الصحف، لدرجة اعيت العادّين، فلم يتمكنوا من حصرها وعدّها، فقالوا ان عددها وصل الى 500 صحيفة، واخر قال 450 صحيفة، وثالث رصد 350، صحيفة، وليس ثمة خيط رابط او ناظم بين هذه الصحف، فقد تعددت توجهاتها وانتماءاتها، وحتى مصادر تمويلها، حتى وصل الحال الى صعوبة العثور على اسم مناسب لهذه الجريدة او تلك، فلذلك شهدنا تكرارا لبعض الاسماء، وبعضها الاخر غير مستساغ، ونتيجة لهذه «الفورة» الصحفية، فقد دخل في عالم الصحافة، من هب ودب، واصبحنا نقرأ الكثير من الاسماء المسبوقة بصفة الاعلامي او الصحفي الفلاني، وهو لا يعرف «چك» الصحافة من «بكها»!
ولكن دائما، ووفق نظرية البقاء للاصلح، بدأنا نشاهد تلاشي واضمحلال واختفاء الكثير من تلك الصحف التي ظهرت بعد عام 2003، وقطعا ان الساحة، تلفظ الطارئين، ليبقى الافضل، وكان من بين الصحف التي حافظت على بقائها بقوة، هي جريدة الصباح، ومجموعة صحف اخرى، رسمت لنفسها نهجا مهنيا، تمكنت من خلاله الوقوف امام التحديات الصعبة التي واجهت الصحافة العراقية، ومنها ضيق ذات اليد، او مايتعلق منها بالجوانب الامنية، وما واجهه الصحفيون، من مخاطر جسيمة، أودت بحياة عدد غير قليل منهم، واصابة 
آخرين.
كانت جريدة الصباح من اوائل الصحف التي صدرت بعد العام 2003، وتحديدا يوم 17 ايار، وكان صاحب الامتياز، هو الزميل اسماعيل زاير، ومنذ ذلك اليوم واصلت الصباح صدورها، الذي لم يكن يوميا في بداية الامر، ولكنها ما لبثت ان استقرت بصدور يومي، ثم بدأت صفحاتها تشهد تطورا وتوسعا يوما بعد يوم، وهي تستقطب الكفاءات الصحفية الجيدة، من كتّاب ومحررين، في مختلف المجالات، كما كان هناك تنوع واضح في صفحاتها، استطيع وصفه، بأنها عدة صحف في صحيفة واحدة، وقد تجلى هذا التنوع من خلال احتواء الصباح، على ملاحق واقسام، يكمل بعضها الاخر، ليجد القارئ ضالته في تلك الملاحق والاقسام، التي تتناول، السياسة، الاقتصاد، الثقافة، الرياضة والفن، عالم الاطفال، والتكنولوجيا.. الخ، فضلا عن مقالات الرأي التي تتناول مختلف القضايا..
اليوم، وبعد مرور 18 عاما على تأسيس جريدة الصباح، تبدو اكثر بهاء واجمل اشراقا، وهي تواصل صدورها، وتطورها، ولا شك ان الطموح لن يتوقف عند هذا الحد، فما زال قرّاء الصباح يبحثون عن المزيد من التطور، وما برح العاملون في الصباح، يبذلون الجهود تلو الجهود، من اجل الوصول الى تحقيق الرضا لدى القرّاء.
فتحية للصباح في ذكرى صباحها الاول.