وعود..

الصفحة الاخيرة 2021/05/23
...

حسب الله يحيى 
انا من المدمنين على متابعة احاديث وتصريحات وآراء المسؤولين والسادة النواب في معظم البرامج التي تقدمها الفضائيات العراقية والعربية .
وفي الوقت الذي اجد فيه نقدا لاذعا يقدمه عدد من (المحللين) العراقيين الذين يقيمون في الخارج، اجد الى جانبهم (محللين) عراقيين يعيشون داخل البلاد في حالة دوران مستمر واحاديث مكررة ومحاولات للخروج من دوائر الاسئلة الموجهة اليهم، خوفا او حذرا او غفلة او جهلا!.
في هذا الوقت نفسه اجدني اقف حائرا وانا المتابع والمواطن الصالح الذي يصغي ويريد أن يفهم ويعرف ويصل الى حقيقة ما يجري حوله من قضايا وازمات، غير انني استغرق ساعات من الانتباه، من دون أن ينبهني احد الى ان ما يجري له اسباب، وللاسباب نتائج وللنتائج حلول ومعالجات لا تكرر الاخطاء والمسوغات نفسها.
المسؤولون والنواب جميعا يقولون انهم يعملون من اجل الوطن والمواطن، والكل يجمع على هذا الهدف النبيل الذي لا يمكن أن نختلف فيه.
ولكن، هل ان ما يجري من موت مجاني وفساد مشهود وجوع وفاقة وامية ومرض وتدن في البنى التحتية التي يعاني منها كل مواطن؛ يشير الى ان هنالك من يسعى فعلا لخدمة الوطن والمواطن؟.
هذا السؤال ليس ملكا للمتحدث، ولكنه سؤال نسمعه دائما ويطرحه كل واحد منا، فلا يجد جوابا عليه، مثلما لا يجد بريقا او ومضة تؤكد ان خدمة الوطن والمواطن حقيقة ملموسة، ومصداقية مشهودة في الواقع اليومي الذي نعاني من ثقله في جميع مرافق الحياة القاسية التي نعيشها يوميا.  ترى هل نحن نتغافل او نتجاهل هذه (الخدمة) لـ (هدف سياسي) او (دعاية انتخابية) او (اسقاط للاخر)، كما يدعي السادة الذين يملؤون الفضائيات باحاديثهم وحواراتهم التي باتت مستهلكة وغير مجدية، ام ان هذه الوعود لا حساب عليها، والآمال معقودة بآمال اخرى لا يوقد ضوءها احد، ام ان الوعد احمد.. واحمد لا حياة له؟.