نادي الملَقَحين

الصفحة الاخيرة 2021/05/24
...

عبد الهادي مهودر
بأكتافٍ عارية ينشر الحاصلون على التطعيم ضد فيروس كورونا صورهم في صفحاتهم الشخصية ويوثقون تلك اللحظة التاريخية في حياتهم ويبادلهم الاصدقاء بالدعاء بتمام الصحة والعافية (واللايكات)، ويوماً بعد آخر نأمل أن يتزايد اعضاء {نادي الملقحين} عراة الكتف، على امل أن يأتي اليوم الموعود الذي نتخلص فيه من الكمامات التي حولت العالم الى مايشبه صالة عمليات في مستشفى كبير، في مقابل فريقٍ من الممتنعين عن التلقيح الذين يرفضون الكشف عن اكتافهم ويخشون على جيناتهم النادرة من الانقراض، وقد لا تلام الناس كثيراً على التردد بأخذ اللقاح لكون الحملة المضادة قادها في بادئ الأمر اطباء عراقيون واجانب نشروا معلومات وفيديوات تثير الهلع ومن دون أن يردعهم رادع، ثم تمادى الكثيرون ببث شائعات الخوف ونشر القصص المرعبة في المجالس والأماكن العامة عن موت احد جيرانهم او اقربائهم بعد اخذه اللقاح بيوم او يومين، وصدقناهم بطيبة قلب في اضافة جديدة لسجلنا الحافل بالطيبة وبالتصديق والتصفيق، على الرغم من أن منتجي اللقاحات لم يعلنوا يوماً ان اللقاح يمنع الإصابة او يمنح الخلود، والأمر لم يقتصر على مستوى الأفراد، فهناك دول ايضا لم تخطط لتطعيم جميع سكانها، وفي اكثر من 100 دولة وصل العدد الى اكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة المناشئ والمسميات، وهي اعداد قليلة جداً بالنسبة الى عدد سكان العالم الذي يتجاوز سبعة مليارات إنسان، ولم تنجح سوى دولة واحدة بتلقيح جميع سكانها، وهي عبارة عن جزيرة سعيدة وبعيدة تقع في المحيط الهادئ اسمها (ناورو)، احفظوا اسم هذه الدولة جيداً، فقد يأتيكم في برامج المسابقات، ما اسم الدولة التي لقحت من الباب الى المحراب ولماذا؟، لأن عدد سكانها 15 الف نسمة، ولأن الذي يشكك بفاعلية اللقاح عندهم لم تلده امه بعد.
اما نحن الذين انضممنا الى نادي الملقحين في بلاد النهرين وبلغ تعدادنا اكثر من نصف المليون، فلا ندّعي المعرفة بجدوى هذا اللقاح او ذاك، ولا ندّعي ان نادينا سيخطف دوري الكرة، ولكننا ببساطة اكتفينا بآراء ونصائح المتخصصين في العراق والعالم وصدقناهم وسلمناهم رقابنا واكتافنا على قاعدة (خليها براس عالم واطلع منها سالم)، وفوّضنا امرنا الى الله، وكشفْنا عن عضلات اكتافنا البيض والسمر والحمر  واسترحنا.