الأغاني الحماسية.. استنفار للمشاعر وإيقاظ الهمم

الصفحة الاخيرة 2021/05/25
...

 بغداد: نورا خالد
احتلت الاغاني والاشعار الحماسية أغلب شاشات التلفزيون والاذاعات العربية والمحلية ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة، نصرة للفلسطينيين وتعبيرا عن غضب الشارع العربي اتجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنف وقمع وتهجير من الجيش الاسرائيلي والمستوطنين. اذ سارع عدد من الفنانين العراقيين والعرب لاصدار أغانٍ وطنية حماسية تعبر عن دعمهم لاشقائهم في محنتهم، ادراكا منهم لاهمية الموسيقى على بث الحماس في النفوس». 
     
 «فلسطين تنتظر الفتح» كانت عنوان الاغنية التي اطلقها الموسيقار الكبير جعفر الخفاف تعبيرا عن موقفه من القضية الفلسطينية ودعما لها.  وأدى المنشد المعروف، علي الدلفي من انتاج مديرية الإعلام في هيئة الحشد الشعبي العراقي، أنشودة عن فلسطين، وتحدثت الأنشودة التي نشرتها القناة الخاصة بإنشاد الحشد الشعبي، عن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية: «هلا بالكاسر القبة الحديدية».  للأغاني الحماسية الوطنية جمهورها الذي يتذوقها ويقدر أهميتها فهي تحاكيه وتداعب مشاعره، وتعبر عن قضاياه بجو حماسي في أوقات المحن والحروب.  
اما في مصر فقد اطلق الفنان الشعبي الذي ذاع صيته مؤخرا حمو بيكا رفقة زملائه علي قدورة ونور التوت وفيجو الدخلاوي، أغنية تحمل اسم «نفديكي يا فلسطين» وحظيت بمئات الآلاف من المشاهدات في فترة قصيرة من صدورها على اليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي الاخرى.  
أغانٍ خالدة كانت وما زالت الاغنية الحماسية تلعب دورا مهما في حياة الشعوب جميعا، فهي توثق اللحظات التاريخية المهمة للأوطان وتستنفر المشاعر وتوقظ الهمم حتى يتحقق النصر الذي ينشدونه.  تحفل الذاكرة العربية بعدد من الأغاني التي تناولت كلماتها القضية الفلسطينية منها، «زهرة المدائن» التي غنتها الفنانة الكبيرة فيروز، بعد هزيمة العرب في حرب1967 وهي من كلمات وألحان الأخوين رحباني، وما زالت هذه الاغنية محفورة في اذهان الشعوب العربية. اما كوكب الشرق أم كلثوم، فقد غنت من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكلمات الشاعر نزار قباني، «أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم» العام 1969 . وغنى العندليب عبد الحليم حافظ « خلي السلاح صاحي» العام 1968 الحان كلمات احمد شفيق كمال والحان كمال الطويل.  
 
آراء المختصين 
يرى الموسيقار علي خصاف الاغنية الحماسية أنها «توثيق لمراحل تاريخية مرت على الشعوب العربية، فعند سماع بعضها والتي ما زالت عالقة في اذهاننا، تعيدنا الى الاحداث التي عاشها العرب في نكسة حزيران العام 1967 وحرب العام 1973 والعدوان على مصر 1956، وكثير من الاحداث الاخرى فهذه الاغاني لها تاثير ووقع كبير جدا حتى على جيل الشباب، الذي لم يسمع هذه الاغاني فهي فعلا تشحذ الهمم وتقوي صمود الشعوب في أيام الحروب والأزمات.  الفنان والاكاديمي طلال علي أكد أن «للاغنية الحماسية تأثيرا كبيرا في إثارة الحماس الوطني، فالاناشيد والموسيقى الحربية كانت منذ الأزل ترافق الجيوش في ساحة المعركة، والان أصبحت وسائل الإعلام اكثر تطورا وأسرع إيصالا، لذلك نجدها تنتشر بصورة اسرع ويسمعها عدد كبير جدا من الجمهور، وارى ان الاغاني التي اطلقها الفنانون من اجل مناصرة القضية الفلسطينية مهمة جدا من اجل مناصرة الفلسطينين في حقهم بالعيش بسلام وأمان وممارسة اعمالهم وطقوسهم وعباداتهم، والعمل لبناء دولة مستقلة يرفل ابناؤها بالعز والكرامة.