سطور محبة إلى مقدمي البرامج التلفزيونيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/05/26
...

زيد الحلّي
 
كثرت البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن الحال اليومي في البلاد، ونلاحظ أن هذه الكثرة، اعتمدت على استضافة وجوه مكررة، وقد شاهدتُ مرة احدى السيدات من عضوات مجلس النواب ظاهرة على ثلاث شاشات في مساء واحد، وعادة يبدأ الحوار في هذه البرامج هادئاً، ثم يتجه الى ما اعتدنا عليه مثل موضوع الانتخابات وتحالفاتها والفساد والعقود وينتهي بالصراخ وكيل التهم بين الحاضرين، اذ يشرقون ويغربون بأقوال وتناقضات تهدم بنيان الدولة، وحين يستمع المرء الى كيل الاتهامات التي يوجهونها لبعضهم البعض، فانه يشعر بالغثيان، لكني من جهة اخرى استمتعتُ قبل مدة بحلقات مهمة، تضمنت حوارات راقية وهادئة غطت مساحة واسعة من تاريخ العراق، لاسيما في المسكوت عنه على لسان صانعيها او القريبين منها في برنامج على قناة العراقية، قدمه الاعلامي د. علاء الحطاب بعنوان (خطى)، كم تمنيت أن يتجه الاخوة المعدون الى الحاضنة العراقية المعاصرة، بدلا من (الآني، المستهلك) لاستخلاص ملامح من تكوين هذه الحاضنة، لتقديمها بشكل حضاري، بلا «هرج ومرج» يبعدان المشاهد العراقي ويجعلانه يبحث عن قنوات أخرى .
 نعم، لقد نجحنا في خلق نجوم في التقديم، هم موضع تقدير ومحبة، لكننا فشلنا في اعداد موضوعات تشدنا عدا استثناءات قليلة، فالأساليب واحدة والاسئلة متشابهة، والطرح واحد، حتى باتت هذه البرامج مثل (الآيس كريم)، سريعة الذوبان وسريعة النسيان!.
 نجومنا الاحبة في التقديم، احذروا مصيدة النمطية، وحاولوا تجديد الافكار والمحاور، وشاوروا مخرجيكم الا يقلدوا بعضهم البعض، قبل أن تتدحرج صخرة الود بينكم وبين المشاهدين، وتجدون انفسكم في صحراء المخيلة .
ان البرامج الحوارية، ينبغي أن تكسب الإنسان خصالاً رائعة، كالصبر، والتحمل، والثقة في النفس، وقوة الإرادة والمثابرة، والنشاط والقيادة، وقيم التنافس الشريف والتعاون، والتخطيط، والإيثار واحترام القوانين والقواعد والأنظمة والتاريخ الانساني، بدلا من التشنج والتشهير وسلب الارادات والغمز واللمز.