حارس المكان

ثقافة 2021/05/30
...

  مآب عامر 
 
يصور كتاب (حارس المكان) للدكتور جاسم حسين الخالدي القدرة التي يتمتع بها الناقد ياسين النصير، وعلى الأخص الأمكنة التي اتخذها النصير منذ بداياته اساساً في كتاباته، وهو بذلك يطلق عليه الباحث تسمية (حارس المكان).
ويسرد الباحث في مقدمة الكتاب مجموعة من الكتب التي أثرت في الناقد ياسين النصير، منها: (الأمكنة والأزمنة لهارولد بيك وجون فيلر، وكتاب الأرض الحية لبيتر فارب). 
ويجادل الخالدي هنا في أن النصير تعرف على كتاب (جماليات المكان) لباشلار في نهاية السبعينيات، الذي ترجم منه الاستاذ غالب هلسا عددا من المقالات ونشرها في مجلة الأقلام في نهاية عام 1979، وبداية عام 1980، فضلا عن ترجمة مختصرة له بعنوان (شعرية المكان)، ثم نشر الكتاب بعنوان (جماليات المكان)، لكن المفارقة أن نصير قد سبق هذه الترجمة، بنشر كتابه (الرواية والمكان) بثمانية أشهر. ورقما الايداع في المكتبة الوطنية المثبتان على غلافهما يثبتان ذلك. فرقم إيداع كتاب الرواية والمكان (103/ لسنة 1980) بينما رقم إيداع كتاب جماليات المكان لباشلار (798/ لسنة
1980).
جعل الباحث الدراسة في ثلاث فصول، وقسم كل منها إلى مباحث عدة، في الأول تطور الفكر النقدي عند ياسين النصير، وتطور الرؤيا المكانية وتصاعدها وصولاً إلى رؤيته الناضجة في كتبه الأخرى. وبحسب المؤلف (يمثل الجزء الأول تمثيلات لرؤية واقعية اجتماعية لعلاقة المكان بالنص، ويمثل الجزء الثاني تطبيقات على أمكنة مركزة ومحددة.. ويمثل الجزء الثالث رؤية لشعرية العلاقة بين قصة الطفل والامكنة المتخيلة).
ففي المبحث الاول (خصائص القصيدة المكانية) يقول الخالدي: «إن الناقد في كل تجربة نقدية له، يقف عند شاعر ما أو ظاهرة ما فإنه يحاول أن يحدد ملمحاً من ملامح القصيدة المكانية، حتى يُمكن للمرء الذي يقف عند كل تجاربه أن يخرج بمفهوم واضح المعالم لهذه القصيدة». 
أما في موضوعة الفصل الثاني القصيدة المكانية والتي أشار عبرها الباحث إلى أن البنية المكانية تتشكل من ائتلاف رؤيتين وهما الشعرية والاجتماعية، وتعد من الاولويات لدى النصير في قراءة النص الشعري. ويقول المؤلف إن ما يلفت الانتباه أن الناقد كثيرا ما وقع تحت تأثير الثنائيات، أعني -هنا- ثنائية الأرض/ الفضاء، والباطن/ السطح، ولهذا فإنه «عمد إلى اختيار ألفاظ.. تكتسي شكلا ومحتوى بطابع التناقض
 والتضاد»..
وربما يبدو الأمر جليا في دراسته لشعر حسب الشيخ جعفر الذي وجده مكتظا بكثير من الثنائيات من قبيل: الليل والنهار، والشتاء والربيع، والباب والجدار، والظل والظهيرة، وغيرها. جاء الكتاب في (184) صفحة من القطع الكبير الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة
 العراقية.