رقي سامراء.. اهلاً!

الصفحة الاخيرة 2021/06/02
...

  زيد الحلّي 
يهطل عليّ الفرح، مثل طفل يحتضن لعبته، كلما شاهدتُ منتوجاً عراقياً في واجهة محل او أسواق، ويزداد هذا الفرح، حينما أجد عطاء ارضنا، من الفواكه والخضر والحبوب، أصبح متاحا للجميع، ويقف بتحدٍ امام المستورد الهجين الذي يأتينا من بلدان العالم في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها!.
امس، وقبله، ومنذ أواسط الشهر المنصرم، لاحظتُ كميات وافرة من محصول الرقي والبطيخ والمشمش  العراقي، تملأ محال بيع الخضر والفواكه، وفي اثناء مروري اليومي من محل عملي والبيت، ابتسم فرحاً  في سري، وانا اقرأ يافطات تشير الى أن الرقي المعروض هو (رقي سامراء) وهو حقاً كذلك من خلال شكله  الجميل المميز، والمحفور في الذاكرة التي تأبى الذبول، وما ألفته عيوننا على مر السنين.
 كان مشهد إقبال المواطنين على (رقي سامراء) ملفتاً للنظر.. اقبال ينم عن شوق لشراء فاكهة ارتوت من تربة ومياه العراق.. كم تمنيتُ أن يشهد معي ذلك المنظر الوطني (بعض) مسؤولي الدولة ممن بيدهم امر البلد في قطاعي الصناعة والزراعة، لاسيما بعد أن غادر الانتاج العراقي المعروف بنوعيته وجودته، حلبة  المنافسة عنوة بضربة قاضية سددته أيادٍ لا تريد للعراق غير الذل والتبعية، 
وهو الذي كان شامخاً عبر التاريخ.    
ليس (رقي سامراء) سوى عينة، أردتُ إيصال معناها المجتمعي الى المسؤولين، فهناك عناوين لمنتجات عراقية، ظلت لصيقة الوجدان العراقي لكنها اندرست او كادت، بفعل فاعل مجهول ومعلوم، فأين قمصان (ألفا) ومربيات (كربلاء) وبطانيات (فتاح باشا) وتلفزيون (القيثارة) وثلاجة (عشتار) ومبردات (الهلال) ومكواة (ديالى) وأقمشة نسيج (بابل) و(الكوت) وزجاج (الرمادي) وساحبات (عنتر) وسكر (ميسان) وعصير (نادر) ومنتجات (بسكولاته)... و... و...!
لقد كان في كل محافظة معامل ومصانع، والآن في كل محافظة أفواج من العاطلين..
كفى..!