أجواء الحريَّة

الصفحة الاخيرة 2021/06/03
...

حسن العاني 
ما صادفت احداً من الرجال المتزوجين، الا وسمعت منهم جميعاً، من دون استثناء، شكوى مريرة، وتأففاً من المرأة، ليست اية امرأة بالطبع، انما الزوجة على وجه التحديد، مع ملاحظة بالغة الأهمية، وهي ان تلك الشكوى او ذلك التأفف لا يكون بحضورها، بل وهي غائبة!وهذا الاجماع الرجالي يتم التعبير عنه بأكثر من وسيلة او صياغة، فمنهم من يصف الزواج بصورة عامة، وزواجه هو بصورة خاصة على انه (غلطة العمر)، وبعضهم يختصره بمفردة (الورطة)، ومنهم من يلعن من كان السبب، ومنهم من يشتم نفسه وقراره الأهوج قبل ان يشتم زوجه، واغلبهم يتحدث عن الحرية الضائعة وعن متاعب الأطفال والحياة الزوجية والمسؤوليات التي تكسر الظهر، وهكذا تتباين وسائل التعبير ولكنها تلتقي في الجوهر او المضمون!.
موقف النساء المتزوجات لا يبتعد أبداً عن موقف الرجال المتزوجين، فالمرأة تلعن حظها وتلعن يوم موافقتها وتلعن من اجبرها، ولا يفوتها الكلام عن تحولها الى تابع ذليل او خادم مطيع لطلبات الرجل واستبداده وجبروته، الى اخر ما يتبع ذلك من حزن وعيون تذرف دموع التماسيح!.
المشكلة ان الطرفين محقان، ولكنهما في الوقت نفسه ليسا صادقين مئة بالمئة، لأن أحدهما لايرى في الآخر سوى الصورة السلبية، ولأن كليهما يتمادى في تشكيه حتى لا يذكر لصاحبه حسنة او موقفاً كريماً او كلمة طيبة.
إذن الجميع يمارس متعة الكذب والادعاء في حالة من حالات التظلم المفتعل في الغالب، انا شخصياً لا أود إعطاء أي حكم من أي نوع، ولكن ما يثير دهشتي 
وربما تساؤلي هو: لماذا نسمع هذا الدعاء الجميل من الرجال المتزوجين، وهم يخاطبون الشباب من غير المتزوجين بهذه العبارة (ان شاء الله يوم زواجك) او   (يوم عرسك) وكذلك تفعل المرأة المتزوجة مع صديقاتها اللواتي ينتظرن فارس الاحلام بفارغ الصبر، هل هذا دعاء صادق ام هو نوع من الكذب والنفاق؟! لا اعرف، ولكنني اعرف جيداً انه يعبر عن رغبة دفينة يمارسها المتزوجون من الجنسين للانتقام من الذين ما زالوا ينعمون بأجواء الحرية!.