امرأة وخمسة رجال

ثقافة 2021/06/06
...

  هناء العبودي
 
كتاب يقع في ستة فصول تضم (218) صفحة من القطع الكبير للكاتب الدكتور عبد الرضا عوض، صاحب مؤسسة دار الفرات والإعلام في الحلة وقد تم طبع الكتاب عبرها.
تحدث الكاتب عن مدينته الحلة التي تقع بين بغداد والكوفة امتدادا وتوسيعا لـ (الجامعين) والتي زارها عدد كبير من الرحالة العرب والاجانب وقد اطنبوا في وصفها. وقد أطلق عليها اسم الفيحاء فسميت الحلة الفيحاء لطيب هوائها وصفاء سمائها وحلو مائها، وتأست الى هذه التسمية مدن البصرة والموصل وغير ذلك من تاريخها ونشأتها.
وقد ارتأى المؤلف وضمن سلسلة تراث الحلة ان يخرج بخلاصة ما دونته أقلام أناس شاءت الأمور أن يعملوا في هذه المدينة في مواقع مهمة من الحليين في مذكراتهم في كتابه هذا، منهم الدكتور احمد سوسة، والدكتور محمد مهدي البصير، والسيد هادي كمال الدين، وقد حرص الدكتور عوض على ما تناوله الآخرون من غير ابناء هذه المدينة وتمت الكتابة والتعليق عليه، وهي مدونات نخبة علمية جمعت بين الأدب ووظيفتها وأكثرهم أطباء عملوا في الحلة ثم غادروها، الاولى مذكرات الطبيب سندرس باشا اول رئيس للصحة في الحلة (طبيب العائلة المالكة) وهو طبيب انكليزي النشأة والثقافة، وقد عاش هذا الرجل في الحلة وشهد مرحلة التغيير المفصلي لنظام الحكم من العثماني الى الملكي (1918-1920) مع بيان الدور السياسي والعلمي الذي أداه أثناء عمله في الحلة .
والثانية مذكرات الدكتور محمد زاير الرشيد وهو الآخر طبيب من أهالي العمارة، قدم الحلة بعد تخرجه وعمل طبيبا مقيما في المستشفى الملكي وتزامن حضوره مع التغيير أيضا من العهد الملكي الى الجمهوري. وكلاهما (سندرس وزاير) تناولا وبخبرة المترصد للأحداث تداعيات التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن الوضع الطبي في عهد كل منهما.
كذلك تناول عوض ما دوّنته الأديبة نجاة نايف سلطان في كتابها (ذاكرة امرأة عراقية) والتي سكنت هي وأسرتها الحلة آتية من الموصل في خريف عام 1955 لتعمل مدرسة مع شقيقتها (معينة نايف) في ثانوية الحلة للبنات، وقد أعطت صورة لأحداثٍ عاشتها من التغيير الملكي الى الجمهوري، وكانت شاهد عيان لأحداث 1958 – 1959 .
وتطرق الكاتب ايضا الى كتابات المتصرفين (المحافظين) منهم ناجي شوكت وتحدث أيضا عن احمد زكي الخياط وعبد الجبار الراوي وغيرهم من الأدباء.