جميل جداً أن تستضيف شبكة الاعلام العراقي من خلال مجلسها للدراسات والبحوث الستراتيجية، المفكر العراقي د. عبد الحسين شعبان في ندوة نوعية حول (فلسفة التسامح واللاعنف) حضرتها ملاكات الشبكة، وما افرحني قول زميل حضر الندوة، ان التفاعل كان عميقاً، بين ما طرحه المحاضر، وبين الحضور، اذ تسيدت النقاشات قاعة الندوة بشكل تفاعلي عميق، ما يؤكد اهمية مفهوم التسامح في بناء المجتمع ونمو القدرات الذاتية وتعزيزها باتجاه خلق انسان متسامح قادر على صنع بيئة معرفية خالية من العنف والعقد والنظرات السود والثارات!. 

 ولا شك أن للإعلام دوراً كبيراً في اشاعة روح التسامح في المجتمع، فالتسامح مع الناس وبينهم 

يعدّ أمراً عظيماً، كما ان للتسامح عدّة مفاهيم وأكثر من دلالة، فالتسامح الفكري يكون بتقبل الآخر كما هو واستيعاب طريقة تفكيره الخاصة، والتسامح الديني يتجسد باحترام الأديان الأخرى والتعامل مع من يؤمنون بها باحترام، والإنسان المتسامح مع الآخر متصالح مع نفسه من الداخل وقادر على مواجهة الأزمات والتعامل معها بروح 

نقية.

لقد ادركت المجتمعات الحضارية اهمية التسامح، كونه يزيد من الثقة المتبادلة بين الناس كقوة إنسانية فاعلة، ويرفع جودة حياة الإنسان، ويعطيه دفعة قوية للإحساس بالأمل وتجديد الشعور بالحب والاطمئنان، ويوفر له احساساً بالتفاؤل في الحياة ونزوعاً إنسانياً وقناعة ايجابية لاستبشار الخير، ما يحقق قيمة حياتية جميلة له وللمجتمع.

ان مبادرة مجلس الدراسات والبحوث الستراتيجية في شبكة الاعلام باستضافة شخصية بارزة مثل 

د. عبد الحسين شعبان، الذي رفد المكتبة الفكرية العربية بعشرات الكتب والدراسات، خطوة رائدة في تعزيز روح التفاعل بين ملاكات الشبكة وبين عطاءات رواد فكر التنوير العربي، ونأمل أن تتحول طروحات الندوة الى مفردات ملموسة في منهاج الشبكة بمختلف انشطتها ومؤسساتها.