لقاءات ووثائق

الصفحة الاخيرة 2021/06/15
...

حسن العاني 
 
قلة قليلة هي البرامج التلفازية التي اتابعها، ربما كانت في مقدمتها برامج (اللقاءات)، بغض النظر عن كونها تعتمد على الحوار الفكري كالتي يقدمها الزميل سعدون محسن ضمد، او تقوم على تسليط الضوء على مرحلة سياسية او تاريخية، وفي الغالب تقترب هذه اللقاءات من (السيرة الذاتية) للضيف الى حد ما، وهذا النوع في تقديري بالغ الأهمية من الناحية المعرفية، وهو ما تلمسه مثلاً عند الزميلين حميد عبدالله وعلاء الحطاب، وهناك أنواع أخرى من اللقاءات، بعضها يتصف بالشمولية، أي انها تقدم شخصيات متنوعة الاهتمام التخصص (سياسة، تاريخ، فن، أدب، رياضة، علوم ..الخ )، ويمثل الزميل مجيد السامرائي انموذجاً واضحاً لها، وبعضها الآخر ذات اهتمام فني بحت او ادبي، وبالتالي فان كل نوع من هذه الأنواع يضم اكثر من معد ومقدم، وعلى اكثر من
فضائية.
ولعل امانة الحديث تقتضي التنويه الى أن هذه البرامج ليست جديدة على التلفزيون او الفضائيات العراقية، يكفي أن نستحضر اسم السيدة ابتسام عبدالله التي برعت في هذا
الميدان.
إن هذه اللقاءات ذات الطابع الفردي بقدر ما تقدمه للمتلقي من متعة في الوقائع والمعلومات، بقدر ماهي وثائق مستقبلية، ولكي نجعل منها وثائق حقيقية وشاملة، فان أية فضائية عراقية يمكن لها استكمال هذه البرامج بصورة أوسع وادق، اذا ما سعت الى تغطية مئات الأسماء العراقية التي غيبها الموت، وبات معظمها بحكم المنسي، على أن تأخذ التغطية نمطاً معروفاً، فاذا قدمنا حلقة خاصة عن طه باقر مثلاً او عبد الجبار عبدالله، فليس من الصعب على الفضائية استضافة مجموعة من الشخصيات المعنية للحديث عن الضيف (الحاضر الغائب)، سواء كانت الاستضافة على هيئة (ندوة) ام بصيغة شهادات فردية يكمل بعضها البعض الاخر، وبالتالي نحظى بحلقة تلفازية متكاملة تقدم لنا باقر او عبد الله او الجواهري او الوردي تقديماً معرفياً موضوعياً لا نباهي به فقط امام انفسنا وامام العالم، بل نجعل الأجيال الحالية والمستقبلية كذلك تعتز بانها تنتمي الى شعب يستحق الاعتزاز 
والتباهي.