العراق يُحيي الذكرى الـ 23 لاستشهاد السيد الصدر ونجليه

العراق 2021/06/15
...

 بغداد: شيماء رشيد وعمر عبد اللطيف ومهند عبد الوهاب
 
يحيي أبناء الشعب العراقي اليوم الثلاثاء (4 ذو القعدة) الذكرى الـ23 لاستشهاد المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه على يد الطغمة الصدامية المجرمة في العام 1999، وبينما أكد سياسيون وفعاليات اجتماعية ودينية أن الشهيد الصدر الثاني يعد منارة إباء وحق وعدل وضحى بنفسه بمواجهة الظلم والفساد، دعوا إلى استلهام الذكرى في توحيد الصفوف والكلمة للوصول إلى حياة أفضل بقيم عدالة اجتماعية لجميع أبناء الوطن. 
وزار مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، أمس الاثنين، مرقد السيد الشهيد الثاني، محمد محمد صادق الصدر في النجف الأشرف، بمناسبة ذكرى استشهاده، وأفاد بيان لمكتبه بأن "الأعرجي استذكر سيرة الشهيد الصدر الثاني ومواقفه الشجاعة بوجه ظلم وطغيان النظام الدكتاتوري، مؤكداً أن الدرس البليغ الذي قدمه الشهيد الصدر وآل الصدر كان بمثابة خارطة طريق للتحرر والكرامة في زمن صعب، لافتا إلى أن مسيرة الشهيد الصدر مازالت مستمرة وتعيش بيننا وتلهمنا معاني الشجاعة والوقوف بوجه الظلم".
كما أجرى الأعرجي "زيارة الى مرقد الشهيد الأول السيد محمد باقر الصدر ومرقد الشهيد آية الله، محمد باقر الحكيم وأخيه عزيز العراق". 
ممثل السيد مقتدى الصدر في محافظة المثنى السيد ستار البطاط، ابتدأ حديثه لـ"الصباح" بقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ما قبض الله عالماً، إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد)، وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة، لا يسدها شيء إلى يوم القيامة).
وأضاف البطاط أن "23 عاماً مرت على ذكرى اغتيال آية الله العظمى السيد محمد الصدر وولديه (طيب الله ثراهم) الأليمة التي مازالت الملايين تحيي تلك الفاجعة بالعزاء في عدد من المحافظات وبحضور جماهيري مهيب ومن مختلف الأعمار والاجناس".
وتابع انه "لم يحضَ مرجع أو قائد بتلك الميزة إلا محمد الصدر، إذ كان قائداً ناطقاً ميدانياً متواضعاً تحسس آلام الناس وهمومهم ووقف في الميدان معهم، وكان يردد بأنه يعلم أنه سيقتل لكنه لم يتردد، فوضع شرط التضحية من أجل البناء، بناء الانسان الذي عده أهم أهدافه، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث شاهداً على ما جرى ويجري".
إلى ذلك، أكدت عضو مجلس النواب ندى شاكر جودت، أن "العراقيين اليوم أحوج ما يكون إلى الالتزام بتعاليم السيد الصدر والسير على نهجه في هذا الوقت الصعب".
وأضافت في حديث لـ"الصباح"، أن "الجميع مطالبون اليوم بالالتفاف حول أفكار الشهيد الصدر والاقتداء بتضحياته في سبيل إعلاء كلمة الحق ومحاربة التطرف والتعصب الذي يفرق وحدة الشعب والأمة الاسلامية"، مبينة أن "السيرة الجهادية للشهيد الصدر حافلة بالعبر والدروس النضالية التي تجسد الثبات على المبادئ والتفاني والتضحية في سبيل نشر القيم والتعاليم الإسلامية السمحاء".
وتابعت جودت: "لقد كان الشهيد الصدر قمة وهامة شامخة نستلهم منها الدروس والعبر وجرأة الفكر وشجاعة الموقف وحكمة العمل السياسي والرسالة الإنسانية والمثل العليا، إذ أنه استشهد من أجل إعلاء كلمة الحق وإيصال مشروعه الإصلاحي".
بدوره، أشار عضو مجلس النواب مضر الازيرجاوي في حديث لـ"الصباح"، إلى أن "الشهيد الصدر قدم حياته من أجل فكره ودينه ووطنه"، وقال: إن "هناك من سار على نهج الشهيد الصدر الثاني في إعلاء كلمة الحق ورفض الظلم والفساد، وعلى السياسيين الاقتداء بهذه الشخصية العظيمة والمضحية"، مبيناً أن "الشهيد الصدر سيبقى مناراً لكل الأحرار، ويوم استشهاده يوم خالد في نفوس العراقيين لما يحمله من تطلعات من أجل بناء العراق الجديد".
أما النائب المستقل أسعد المرشدي، فأكد في حديثه لـ"الصباح"، أن "الثورة التي قادها الشهيد الصدر هي إحياء لمعاني الحرية للشعب العراقي لكي تكون ماثلة أمام العالم أجمع، ومنها الدعوة الى التحرر من الطغاة والدكتاتورية المقيتة التي تكبل الشعوب وتريد أن تستعبدها"، مبيناً أن "استذكارنا ليوم استشهاد السيد الصدر هو إحياء لذكرى الثورة ضد الطغاة والدكتاتورية". 
ولفت الى أن "دعوة الشهيد الصدر كانت من أجل كسر قيود العبودية والتحرر، وبالتالي فأن استشهاده كان تضحية من أجل العراق وشعبه"، وأكد أن "الشهيد الصدر قارع النظام المقبور، وعرفاناً منا نتذكر هذه الفاجعة الأليمة التي ألمت بالعراقيين جميعاً، وعلينا أن نخلد هذه الذكرى العظيمة في تاريخنا".
من جانبه، قال النائب عن كتلة الصادقون فاضل الفتلاوي: إن "الشهيد الصدر يعد من المضحين الكبار في تاريخ العراق من أجل الحرية ورفض العبودية، وقد دعا جميع العراقيين الى التعامل وفق مبدأ الوحدة الوطنية ولم شمل العراقيين جميعا".
وأضاف الفتلاوي في حديثه لـ"الصباح"، أن "ثورة الشهيد الصدر تركت إرثاً كبيراً للتاريخ العراقي، ومنحت الشعب أنموذجاً رائعاً للوحدة الوطنية بين كل أطياف الشعب العراقي ولكل العراقيين"، مشيراً إلى أن "جل أهداف ثورة الصدر كانت للارتقاء بواقع الشعب والتحرر من الدكتاتورية والطائفية، وكانت دعواته لتوحيد الصلاة في جميع المساجد تآخياً بين المذاهب في كل العراق، وإرسال رسائل الى الدكتاتورية أنها لن تستطيع تفرقة أبناء الوطن الواحد وتمزيق وحدة صفه".
ممثل مكون الصابئة المندائية في البرلمان النائب نوفل الناشئ، قال في حديثه لـ"الصباح": إن "على جميع العراقيين أن يتخذوا من الشهيد الصدر دلالة كبيرة في حياتهم للسير على نهج الحق وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع العراقي".
وأضاف، أن "الدلالات التي قدمها الشهيد الصدر هي علامات للسير على طريق الحق الذي يجب أن يكون طريق كل الشعوب التي تريد التحرر ويمثل نموذجاً رائعاً
للحرية".