{غصة} في عيد الصحافة

الصفحة الاخيرة 2021/06/16
...

زيد الحلّي
 احتفل امس الصحفيون، وانا واحد منهم بعيد الصحافة العراقية وسط غصة، بسبب الاهمال الرسمي الواضح للصحافة، ما جعل الصحف تتأرجح في اتون اللامبالاة وعدم الرعاية، ناسين انها شريك في البناء وتأصيل الديمقراطية.
اشجار صحفية عديدة انسحبت من ساحة الاصدار، واخرى تنتظر الموت في بستان الصحافة، بسبب اهمال البستاني ممثلاً بالدولة، حيث أجواء الصمت الرهيب، بل اجد انها مرحبة بتقليص اصوات الصحافة، درئاً لوجع الرأس الذي تسببه اصوات الحق من كتاب المقالات والتعليقات والتحقيقات الصحفية التي تنقل معاناة المواطنين وهمومهم. 
وخوفي أن المرحلة المقبلة، ربما تشهد وجود اعداد وفيرة من الصحفيين بلا عمل، في وقت {تضخ} فيه كلياتنا وجامعاتنا الرسمية والاهلية، مئات الخريجين باختصاصات اعلامية متنوعة، وانها معادلة تبعث على 
الأسى!.
اتساءل مع نفسي عن مبررات عدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة والاعلام في رئاستي مجلسي الوزراء والنواب، بقطاع الصحافة، لاسيما الصحف الرصينة، وهو القطاع الأهم في دول العالم المتحضر، فالصحافة هي جسر البناء والحرية الذي تمشي عليه المجتمعات بيسر وانسيابية، ولم اجد جواباً مقنعاً، اللهم إلا انها عقوبة للصحافة، لأنها سلكت طريق الصواب في محاربة المفسدين والفاسدين، وأشرت نقاط الضعف في رؤية المسؤولين في ادارة بلد شاسع المدى، عميق التاريخ مثل العراق.
هناك حقيقة يعرفها حتى مبتدئي السياسة وهي ان للصحافة مدى واسع التأثير في تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد والمجتمع، ويسهم هذا البناء في تحديد رؤية الفرد تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب 
ولها.
خطأ كبير ألا تديم الدولة صلتها مع الصحافة، فالصحفيون عيون ثاقبة وآذان سليمة السمع، لكل احوال المجتمع، وهم مرآة لا تقبل الخطأ في عكس الصورة، ولا يمكن بناء الديمقراطية من دون صحافة قوية ومستقلة ذات صدقية، فهل ادرك من بيدهم الامر هذه 
الحقيقة؟.
عيد مبارك زملائي..