طه الخزرجي
دعونا نتساءل ونترك الاجابة لمن يهمه الامر، متى يتم الاستثمار الآمن للمال العام في بلادنا لنصبح مثل العديد من البلدان، كالنرويج مثلا ضمانا لمستقبل اطفالنا وابنائنا بتفعيل صندوق الأجيال وباستثمارات آمنة؟ ومتى توضع آليات محكمة للسيطرة على المال العام بدلا من ملاحقته بعد ان يهرب. وللامانة فإن هذه التساؤلات جاءت نتيجة لما اشار اليه السيد رئيس الجمهورية برهم صالح بحجم الاموال المهربة، ناهيك عن حجم الاموال غير المنتجة وعودة الفرق في سعر صرف الدولار بعد صعوده المفاجىء!.
دولة بميزانية تشغيلية واستثمارية قد تصل لمئة مليار دولار وملاكات تشغيلية تتجاوز ثلاثة ملايين فرد، اصول اقتصادية عملاقة «مصانع نسيج في الكاظمية الكوت والحلة ومصنع الاطارات بالديوانية ومصنع الزجاج في الرمادي وغيرها الكثير» ماهو الناتج القومي او المحلي لمحافظنا السيادية؟.
لماذا تعطل هذه الاصول ونحن نعلم حجم الارباح بسوق داخلية مثل العراق وحجم سكان بحدود اربعين مليون انسان، ربي يحفظهم من كل سوء.
التساؤل الاكبر لماذا لا يجاهد المحافظون واعضاء مجالس المحافظات في الدفاع عن مصانعهم امام موجة الاستيراد. وان لا تجاهد الفعاليات الاخرى لتكون لوبي ضغط لحماية منتجهم ومنهم ثوار تشرين؟
لماذا لا يسمح لنا بالانتاج ولمصلحة من؟
النجارون بدلا من ان نستورد غرف النوم والابواب والموبليات والطبلات وحتى تختات ثرم اللحم. لماذا لا نستورد لهم افخر انواع الخشب بالعالم، وآخر انواع مكائن النجارة بالعالم والمسامير والمفكات الكهربائية واقمشة الدوشمة.
قد يكون الفرق نجارنا يشتغل ويشغل اولاده واولاد الجيران. وتستدام مهن توارثناها اجيالا وتكون سوق العمل هي نفسها سوق تعليم وانتاج اجيال جديدة من الاسطوات والعمال والفنيين، علما ان القدرة الشرائية للفرد العراقي مشجعة على أن يتفنن صاحب العمل لانتاج اجمل الموديلات العالمية. مثلا أن يكون نسيج الكوت مجهز العراق الوحيد وحتى قواته المسلحة، بالملابس الداخلية التي يشهد لها القاصي والداني.
ولكني اتساءل مرة اخرى «لا اعرف لماذا لا يلبس السيد رئيس الجمهورية والوزراء والنواب بدلة مصنع النجف الرائعة، وحذاء جلود وملابس الكوت الداخلية، وان يقطعوا عهدا على انفسهم ان يستشعروا كل منتج عراقي في اي لحظة من حياتهم».
والمحزن المبكي عندما اسير بشارع الجمهورية مارا بسوق الشورجة أجد العديد من شبابنا وفي هذا الحر اللاهب يدلل ببضاعة دول اخرى، بضاعة بسيطة كالفانيلات او الشورتات التي كانت تنتج بمعامل بسيطة وعلى مولدات كهرباء بسيطة جدا، حيث ان الحرفي العراقي حول قدرة المكائن التشغيلية على مصادر بسيطة للطاقة، لنبرمج الاستيراد وندخل شبابنا الى المصانع حماية لهم من شمس الصيف ونجعل لهم تقدير ذات عال ان تنتج بيدك.
والله انها متعة الانتاج بعد أن فقدنا الكثير من متع الحياة بعد خسارتنا الكثير من الحسن الحضاري. وقد قالوا قديما «اليد العاطلة مصنع للشيطان».