التحريض على العنف

آراء 2021/06/21
...

 كاظم الحسن
العنف مرفوض في كل اشكاله، لأن الدولة بمؤسساتها قادرة على احتواء هذا الداء والسيطرة عليه،
وعندما ينفلت من مكمنه، فانه يحدث الفوضى والخراب والتدمير، ومن هنا اصبح لزاما أن تحتكر الدولة وسائل العنف وتنظمه عبر قنوات النظام والقانون والاجهزة المعنية في إدارة مؤسسات الدولةوهذه صيغة مجربة عالميا ولاسيما في الدول الديمقراطية،التي اخذت على عاتقها هذه المسؤولية وذلك من خلال السلطات المتعددة، التي تضمن عدم امتلاك او احتكار كامل السلطات الذي يخلق الظلم والطغيان والاستبداد وبطبيعة الحال، ان السلطة المطلقة مفسدة وهذا ما يدعو الى تقييد السلطات، لمنع العنف المنفلت، الذي يهدد الأمن والسلام والاستقرار ويقوض الدولة. معظم الحروب الاهلية او الخارجية كانت بفعل قرار انفرادي.
من المعروف ان الحروب لا تحدث ولا تشتعل الا من خلال التحريض والترويج لها اعلاميا وسياسيا، حتى تلبس بغطاء مقدس،لكي تأخذ شرعيتها المزيفة وهذا تاريخ معظم الحروب التي اهدرت ارواح البشر ودمرت مستقبل الامم ورفعت شعارات باطلة ومؤدلجة، لكي تديم من وقودها البشري المضلل. وما ينبغي ذكره الآن ان التحريض على العنف في زمن السوشيل ميديا، اصبح اخطر من اي حقبة مرت بها البشرية، على الاطلاق وذلك لان هذه الوسيلة اصبحت تدق ابواب غرف النوم ومتاحة للجميع من دون ضوابط او قواعد او معايير او مقاييس.
تقنن وتنظم وتراقب، هذا الكم الهائل من التدفق الاعلامي المنفلت، لاسيما التحريض الطائفي والعنصري، الذي يأخذ على شكل سجالات ماضوية وتاريخية كامنة، يعاد انتاجها للمزايدات والمتاجرة السياسية الفاسدة، التي تبحث عما يبقيها بعيدة عن المحاسبة والمساءلة والعدالة، عبر خلط الاوراق في مرحلة حساسة وعصيبة وخطرة في تاريخ البلاد. اعتقد ان الاشهر القليلة المقبلة التي تسبق الانتخابات، سوف تشهد سجالات من هذا النوع ينبغي الاحتراز والتحوط منه، كي لا تتحول الساحة العراقية الى المغامرين والمتاجرين بمصير ومستقبل هذا البلد العريق، الذي يستحق العيش الكريم اللائق، بعد عقود من الظلم والمعاناة والفقر التي افرزتها الدكتاتورية البغيضة وقوضت حياة العرقيين. البعض لا يدرك خطورة التحريض، ربما يقول انه لم يقصد استهداف حياة انسان وهي كلمة او جملة قالها على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون ان يدرك عواقبها ونتائجها الوخيمة على المجتمع، لأن البعض لديه الاستعداد لتحويل هذا الكلام الى فعل على الارض، وقد تسفك وتراق دماء بريئة على الارض بسبب هذا التحريض او ذاك، من دون أن يعي المحرض أهوال ما يفعل.