البحث العلمي في العراق وموقعه بين دول الإقليم

آراء 2021/06/21
...

 علي عبد الحسين الظالمي 
أشارت الستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق «2011 - 2020» الى غياب الاطار المؤسسي للبحث العلمي في العراق، اضافة الى اقتصاره على مؤسسات التعليم العالي بصورة رئيسية وضعف النشاط البحثي لدى التدريسيين وانشغالهم بالتدريس اكثر من البحث العلمي
اضافة الى قلة التخصيصات المالية، كما لوحظ أن أكثر البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه تختص بالعلوم الانسانية والتربوية على حساب البحوث الطبية 
والهندسية. 
ومن ضمن التحديات الاساسية لقطاع التربية والتعليم العالي التي حددتها الستراتيجية الوطنية هو ضعف قدرات ونشاطات ونتاجات البحث العلمي. واذا كانت السنوات القليلة الماضية قد شهدت تحسنا نسبيا في نوعية وكمية البحث العلمي في العراق من خلال زيادة عدد البحوث العلمية المنشورة في المستوعبات العالمية الرصينة، نتيجة لابتعاث عدد كبير من طلبة الدراسات العليا الى الجامعات الرصينة في العالم واكتسابهم الخبرات البحثية السليمة، النظرية والتطبيقية، وجهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات العراقية، الا ان ذلك لم يكن كافيا اذا ما قورن ناتج البحث العلمي في العراق ليس مع الدول الصناعية المتقدمة وانما حتى مع بلدان الاقليم من الدول العربية والمجاورة. فقد قام معهد المعلومات العلمية «ISI» في مؤسسة كلاريفت الدولية بتقييم واقع البحث العلمي في 19 بلدا في اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا، وتم نشر التقرير في شهر اذار الماضي، والذي أشار الى ان معدل النتاج البحثي لكل 1000 من السكان في العراق للسنوات «2015 - 2019» بلغ 24ر0 مقارنة ب 33ر0 في المغرب، 95ر0 في سلطنة عمان، 96ر0 في الاردن، 96ر1 في الامارات، 89ر1 في تركيا، 27ر2 في ايران، 35ر2 في السعودية، و 41ر4 في قطر. وباختصار فان هذا المعدل في العراق كان أقل بكثير من كل البلدان الاخرى عدا سوريا وليبيا واليمن. ووفقا لهذا التقرير فقد بلغ عدد البحوث المنشورة في العراق للفترة نفسها والمفهرسة في مستوعب شبكة العلوم «Web of Science» 9247 بحثا مقارنة ب 9674 بحثا في الاردن، 12200 بحث في المغرب، 16540 بحثا في الامارات العربية،12482  في قطر،80552 في السعودية، 157579 في تركيا، و188163 بحثا في 
ايران. 
وتبين هذه الاحصائيات بوضوح تأخر ترتيب العراق في مجال البحوث العلمية المنشورة عالميا والحاجة الملحة ليس فقط الى زيادة عدد البحوث العلمية، بل أيضا رفع نوعية البحث ليكون مقبولا للنشر في المستوعبات 
الرصينة.