مقارنات ديمقراطيَّة!

الصفحة الاخيرة 2021/06/29
...

حسن العاني 
 
في حدود معلوماتي المتواضعة، إن الديمقراطية في الاطار العام واحدة او شبه واحدة، والفرق بين ديمقراطية هذا البلد أو ذاك يكمن في (مدى) ايمان النظام الحاكم بها و(درجة) الوعي الشعبي، ثم (طبيعة) المرحلة التاريخية، ومن المعلوم اليوم أن البلدان التي ترسخت فيها الديمقراطية ايماناً وممارسةً، هي البلدان التي تسود فيها عن قناعة موضوعة (القبول بالآخر)، بمعنى الاصغاء اليه والتفاعل معه والاخذ برأيه، حيثما كان رأيه في المسار الوطني الصحيح، مثلما تسود فيها المفاهيم الحقيقية لما يسمى (بالأكثرية والأقلية)، وكذلك صيغة العلاقة الإيجابية المثمرة بين (الحكومة والمعارضة)، لان الطرفين مهما بعدت شقة الخلاف بينهما يجب أن يلتقيا في كثير من الأحيان لظروف او أسباب اكبر من المصالح الحزبية واكبر من الحكومة 
والمعارضة.
ومن هنا فان تجارب (الخارج) المتجذرة، تقدم لنا انماطاً لا تحصى ولا تعد من خصومات الأحزاب والحكومة والمعارضة، قد تصل الى الشتائم او استعمال الايدي، ولكن احداً منهم لا يهمش الاخر ولا يقزمه ولا يلغيه ولا يعمل على تسقيطه لان ذلك سيقود البلد عاجلاً أم آجلاً الى النظام الشمولي ودكتاتورية القطب الواحد، وفي ديمقراطية الخارج التي ترسخت واستقام عودها تسود ثقافة الاستقالة عند التقصير، ومع ان مثل هذه الثقافة ليست بنداً من بنود الديمقراطية ولكنها من هوامشها العريضة واخلاقها الثابتة، وثقافة الاستقالة من حيث هي اعتراف ضمني بالخطأ، واحترام للفرد او الجماعة ليست حكراً على الأجهزة التنفيذية ومسؤولي الحكومة، بل هي سلوك الجميع الذي يحظى باحترام الجماهير ويعزز ثقافتها الديمقراطية وغالباً ما يدفعها الى الصفح عن المخطئ، طالما اعترف واستقال .
ومن مظاهر التجربة الخارجية أن الخاسر في الانتخابات يتخلى عن موقعه برحابة صدر، ولا ينظر الى...
• حسن العاني .. تره دخنا من الكلام على الخارج، نريد تعرف ديمقراطيتنا بالداخل شلونها؟!.
• تخبل.. ولا اكو منها !
• شتقصد... اشو كلامك بي إن؟!
- على بختك يمعود.. أحسن ديمقراطية بالعالم!
• عبالي تقصد غير شي!. 
• مو بالحيف!.