اجتماع طارئ وغضب حكومي للانتهاك الأميركي على الحشد الشعبي

العراق 2021/06/29
...

 بغداد: عبدالرحمن ابراهيم
استشهد امس الاثنين، أربعة من قوات الحشد الشعبي، اثر قيام القوات الاميركية بقصف مواقع عسكرية على الحدود العراقية السورية في قضاء القائم غربي الانبار، ما دفع مجلس الامن الوطني الى عقد اجتماع طارئ برئاسة رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي .
واعرب المجلس عن استنكاره الشديد وإدانته للقصف الأميركي ، واصفا هذا الاعتداء بانه يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، وترفضه كل القوانين والمواثيق الدولية.
واشار المجلس الى انه يدرس اللجوء الى كل الخيارات القانونية المتاحة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تنتهك أجواء العراق وأراضيه، بالإضافة الى إجراء تحقيق شامل في ظروف الحادث ومسبباته والعمل على عدم تكراره مستقبلا.
وشدد المجلس على رفضه الكامل لجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات، أو استخدام أراضيه وسمائه للاعتداء على جيرانه، في الوقت الذي عززت فيه الحكومة خطواتها بانتهاج سياسة هادئة، واعتماد مبدأ الحوار سبيلا للحد من حدة الصراعات وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
ولفت المجلس الى أن الحكومة لديها جلسات حوار متواصلة مع الجانب الأميركي، وصلت الى مراحل متقدمة والى مستوى البحث في التفاصيل اللوجستية، لانسحاب القوات القتالية من العراق والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقا.
في المقابل ، كشفت وزارة الخارجية عن أن الحكومة ماضية بفتح تحقيق بشأن الاعتداء الاميركي على قطعات الحشد الشعبي في القائم غربي الانبار، مشيرة الى أن ذلك يكفل الحق السيادي ويمنع اي تصعيد "يخل بأمن العراق".
واثارت قضية القصف ردود فعل غاضبة من قبل قيادات الحشد الشعبي ، ما استدعى الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول للدعوة الى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".
وكذبت هيئة الحشد الشعبي الادعاءات الأميركية التي سردتها من أجل تبرير استهداف مقاتلي الحشد الشعبي، مؤكدة في بيان، أنّ الطيران الأميركي نفذ الهجوم في الساعة الثانية من فجر امس، بـ "استهداف ثلاث نقاط مرابطة لقوات الحشد الشعبي (اللواء 14 واللواء 46) في قضاء القائم .
وأضافت ، أنّ "الاعتداء أسفر عن ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش من سوريا إلى العراق ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة، وغير منخرطين بأي نشاط ضد التواجد الأجنبي في العراق والذي سبق لهيئة الحشد الشعبي ان أوضحت موقفها منه مرارًا وتكرارًا". ونفت هيئة الحشد في بيانهاوجود "مخازن أو ما شابه ضمن نقاط الحشد الشعبي التي تعرضت للقصف".ودان السيد عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية هذا القصف " معربا عن رفضه، وبشدة انتهاك سيادة العراق من اي طرف كان ، مطالبا الحكومة العراقية بأن  تتحمل مسؤولياتها تجاه مثل هذه الأفعال".
بينماوصف المتحدث باسم تحالف الفتح، أحمد الأسدي، الهجوم الاميركي بـ "الغادر" ، مؤكدا انه دليل على يأسهم من عزل الحشد عن الدولة والجماهير بعد الاستعراض المهيب الذي أقامه وأثبت من خلاله أنه القوة الرسمية التي تدافع عن العراق وشعبه بوجه الأعداء".
ورأى ائتلاف "النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، هذا الهجوم بانه تصعيد وتجاوز لا يمكن قبوله، مشددا على ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم، للحيلولة دون انزلاق الأوضاع وخروجها عن السيطرة.
في السياق نفسه، قال ستيفان ديوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي عقده امس: "تابعنا التقارير بشأن الضربات الأميركية في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا والأمين العام لا يزال يشعر بالقلق من الأوضاع غير المستقرة في هذه الأراضي". وأضاف ديوجاريك أن غوتيريش "يدعو من جديد كل الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس ومنع الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وتعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التسوية".