قلة الأبنية تعيق أداء العمل وتولد الاكتظاظ

ريبورتاج 2021/06/29
...

 عباس رضا الموسوي 
 
تبقى المشكلات المتراكمة عبر سنوات والتي تسببت بنقص الابنية الصحية في محافظة الديوانية ظاهرة سلبية تعيق اداء العمل في قطاع الصحة، وتحول دون تحقيق التنمية وتؤثر بشكل مباشر في تنفيذ الخطط الموضوعة لتحسين واقع الخدمات، لذا من الافضل أن تتم المعالجات لهذه المشكلات بالسرعة الممكنة قبل أن تصبح سداً منيعاً امام مسيرة الرقي بالقطاع الصحي الذي بات من هواجس المواطنين وحديثهم اليومي لما له من علاقة مباشرة بحياة المواطنين. 
 
الاكتظاظ في زمن الوباء
ربما لا يغيب على احد منا مدى خطورة الاكتظاظ الذي نشهده في بعض المراكز الصحية والمستشفيات، لا سيما أن اغلب المراجعين هم من المرضى، فكيف الحال الآن ونحن نعيش في زمن كورونا؟  المؤكد أن هذا الامر خلق ظاهرة جديدة آخذة بالانتشار مفادها ان الذي يصاب بكورونا عليه البقاء في المنزل خشية من اصابته بالعدوى اثناء دخوله المستشفى بسبب الاكتظاظ الذي تشهده مراكزنا الصحية ومستشفياتنا، فعزوف المريض عن مراجعة المستشفيات ظاهرة فيها من الخطر المميت ما يكفي لنتوقف عندها ونعمل على تجاوزها. 
في هذا الصدد قال المواطن حيدر جميل (26 عاما): لقد اصيب والدي بفيروس كورونا ومنه انتقلت العدوى لجميع افراد اسرتي، الا انا فكانت تجربة لم اشهدها في حياتي، خصوصا ان الامر متعلق بفيروس كورونا، لذا فضلت نقلهم الى المستشفى غير ان جميعهم رفضوا خشية من الاكتظاظ الذي نراه الآن بات من الظواهر السائدة، مضيفا: ورغم خبرتي البسيطة بالادوية والعلاجات الا اني ولله الحمد تمكنت من تحويل منزلنا الى ردهة واخذت أتواصل مع الطبيب عبر الهاتف واستعين بتوجيهات خلية الازمة عبر الانترنت حتى انقضت الازمة وعادوا جميعهم الى حياتهم الطبيعية.
 
حي الجامعة من دون مستوصف
على الرغم من انشاء العديد من المراكز الصحية في محافظة الديوانية خلال الفترة الماضية الا ان النقص الحاد بالابنية الصحية جعل (حي الجامعة) الواقع في مركز المحافظة والذي يعدونه من الاحياء الراقية من دون مستوصف يعمل حتى الآن، وان المستوصف الوحيد الذي خصص لهذا الحي مازال قيد الانشاء، اما الغريب فان هذا الحي الذي يسكنه اكثر من 15 الف نسمة تحول الى منطقة سكنية آهلة بالمواطنين منذ اكثر من 17 سنة تقريبا. وقال الحاج محمود كرموش (55 سنة): اسكن مع اسرتي في حي الجامعة منذ 10 سنوات واكثر ولدي محل لبيع المواد الغذائية في الحي نفسه وقد طالبنا كثيرا أن يتم إنشاء مستوصف، ولكن اتت الاستجابة بعد سنوات وما زال المستوصف قيد الانشاء، لذا علينا مراجعة مستوصف حي الجزائر عند الضرورة، واضاف: حتى في حال انتهاء العمل بهذا المستوصف فانه لن يستوعب المراجعين من المرضى، خصوصا ان أعداد المواطنين الذين سكنوا في المناطق الزراعية المتاخمة لحي الجامعة تفوق اعداد سكنة حي الجامعة
 باضعاف.
 
التوجه صوب الاستثمار
إن من بين الحلول للنهوض بواقع القطاع الصحي في العراق عموما والديوانية على وجه الخصوص، اعداد خطط مدروسة بعناية لا تخلو من الحاجة الى تنشيط ملف الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، لا سيما ان العديد من الدول المتقدمة تجد في الاستثمار فرصة لتقديم الخدمات الافضل لمواطنيها والقضاء على العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.  اذ يقول د. جاسم محمد كاظم (51 عاما): ان المستثمر لا يعطيك بناية لمستشفى مشيدة على الطراز الحديث فحسب بل يوفر لك اجهزة فحص وتحليل متطورة وخبرات طبية كبيرة وغيرها من الفوائد الصحية التي يحتاجها المرضى وذووهم، خصوصا اننا نمتلك المؤهلات الكافية لتفعيل الملف الاستثماري في مختلف القطاعات، ومنها قطاع الصحة الذي نعده من اهم القطاعات في حياة الانسان لعلاقته المباشرة بحياته وحياة المجتمع الذي يعيش ضمنه، واضاف: ان الجهات الحكومية قامت خلال الفترة الماضية بانشاء ابنية صحية جديدة غير انها لا تكفي لسد النقص الموجود، نتيجة للتراكمات لذا علينا أن نحرك عجلة الابنية الصحية بشكل اسرع وأن نفتح منافذ دعم اخرى تردف الجهد الحكومي المبذول واعتقد انك لو اجريت احصائية لوجدت أن افضل المستشفيات في دول العالم هي عبارة عن مشاريع
استثمارية.
40 مشروعاً
ولان الوضع بات في غاية الصعوبة، فان دائرة الصحة في الديوانية وضعت إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات بسعاتها المختلفة ضمن اولوياتها وسارعت الى ايجاد الحلول المناسبة عبر رفع مستوى التنسيق مع وزارة الصحة او الحكومة المحلية او المنظمات الداعمة. 
ويؤكد مدير المشاريع والخدمات الهندسية في دائرة صحة الديوانية المهندس حليم عباس البركي أن دائرة الصحة تستعد لتنفيذ عدد من المشاريع الصحية المهمة في مناطق مختلفة من المحافظة، تقع ضمن الخطة الاستثمارية ومشاريع تنمية الاقاليم لعام 2021 وان مشاريع الخطة الاستثمارية لدائرة صحة الديوانية شملت تنفيذ 12 مشروعا، منها انشاء مراكز صحية في اقضية الشامية وغماس وسومر والمهناوية والشافعية والدغارة وانشاء مستشفيات سعة الواحد منها 100 سرير في قضاءي البدير والشنافية، مشيرا الى انتهاء استعدادات دائرة الصحة لتنفيذ مشاريع تنمية الاقاليم للعام الجاري والتي بلغت 10 مشاريع مهمة، من بينها انشاء مستشفى سعة 200 سرير في قضاء الشامية وتأهيل مستشفى الديوانية التعليمي ومستشفى الحمزة وانشاء مركز العمود الفقري وغيرها من مشاريع صحية تساعد على تقديم الخدمات للمرضى بالشكل المطلوب.واكد البركي تنسيق دائرة صحة الديوانية مع منظمة (unap) لتنفيذ 21 مشروعا بواقع 9 مراكز صحية و12 بيتا صحيا في اغلب اقضية المحافظة خلال العام الجاري، ما يساعد على تقليل الزخم الموجود في المراكز الصحية، خصوصا الواقعة ضمن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، لافتا الى تحقيق نسب انجاز في مشاريع تقع حاليا تحت التنفيذ، من بينها انشاء مستشفى العيون التخصصي وانشاء مركز صحي في حي الجامعة.