المحاصصة ورسالة ثورة العشرين

آراء 2021/07/01
...

   نوزاد حسن
 
 هل نحن بحاجة الى استذكار ثورة العشرين في مثل هذه الايام الصعبة التي نمر بها؟ سيجيب الجميع نعم نحن بحاجة لهذا الاستذكار واعادة قراءة التجربة السياسية، منذ نشأة الدولة العراقية وما رافقتها من محن وتضحيات 
كبيرة.
 اقول التاريخ خطر جدا الى درجة قد لا يتصورها البعض. 
فهذه الكتلة من الحوادث القديمة يمكن التلاعب بها، وتقديم جانب على جانب اخر، فيصبح البطل الثانوي بطلا رئيسا في سيناريو يريد أحاب الامر والنهي إبرازه بهذا الشكل او ذاك. أنا هنا اتحدث بصورة عامة. 
لكن إن حاولنا أن نتحدث قليلا عن ثورة العشرين فسنرى كيف تعرضت هذه الثورة لتفسيرات مختلفة، ولم تأخذ حقها من الدراسة وعلى الاخص من الجانب البريطاني وقادته ممن كانوا يحتلون البلد. 
ويذكر عبد الزراق الحسني كتابا واحدا لقائد القوات البريطانية، ولم يكن الكتاب قريبا من احداث الثورة، لان مؤلفه كان يتمتع بجبال ايران حين نشبت ثورة 
العشرين.
 تأتي خطورة التاريخ دائما من استغلاله وجعله اداة للتفرقة، والجدل السياسي. 
وهذه الطريقة في قراءة التاريخ لن تخدم الا الأنظمة التي تتمتع بضيق افق يقودها الى العزلة السياسية.
 أظن أني اشير الى ضرورة النظر الى ثورة العشرين كثورة شعبية عراقية وطنية شارك بها الجميع، بعد انطلاقها على يد عشيرة الظوالم واتساع شرارتها الى ابعد من حدود مدينة الرميثة.
 لا بدَّ من فهم التاريخ بهذا الشكل ذلك لان اية نظرة جانبية اخرى تقتل الروح البطولية التي قدمت الاف الضحايا وهم يواجهون قوات بريطانية متمرسة ومجهزة باحدث الاسلحة ايضا.
 ما الذي صنعته ثورة العشرين ونحن في امس الحاجة اليه هذه الايام؟ صنعت ذلك الوعي الوطني الذي قاد الجميع الى رفض الاحتلال، والمطالبة بالاستقلال. 
وكانت هناك نتائج جيدة على ارض الواقع لا مجال للحديث عنها. عند هذا الوعي الوطني يجب ان نتوقف، ونشير اليه ليس على أنه الهام هبط من الغيب، وانما على إرادة شعبية أحست بضرورة فعل شيء حقيقي لوطن يعاني من الاحتلال.
 رسالة ثورة العشرين واضحة جدا، وأظنها لم تصل الينا حتى هذه اللحظة. فالمحاصصة سدت الطريق امام نور الوعي الوطني الذي اشتعل بأيدي عراقيين اقل حداثة منا 
بكثير.