الكاظمي: من حق العراق امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية

العراق 2021/07/04
...

 بغداد: الصباح
وجهَ رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بتوفير كل التسهيلات لمعالجة الاشكالات التي تعاني منها وزارة الكهرباء ، مشددا على ضرورة بذل اقصى الجهود لتعزيز الحماية لابراج الطاقة الكهربائية، بالتزامن مع ذلك اكد انه من حق العراق امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ولانتاج الكهرباء.
 
وعقدت خلية الازمة الطارئة لمعالجة وضع الكهرباء اجتماعها الاول برئاسة الكاظمي، بينما جرت خلال الاجتماع مناقشة الاجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرار ما حدث، وتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين، وايجاد الحلول السريعة لاضافة وحدات جديدة لزيادة الإنتاج .
ووجه الكاظمي وزارة المالية والوزارات الاخرى بتوفير كل التسهيلات للمعالجة العاجلة للاشكالات التي تعاني منها وزارة الكهرباء، الى جانب تقديم خطة عمل طارئة للمعالجات كي لا تؤثر في تجهيز المواطنين بالكهرباء.
كما تمت مناقشة حماية ابراج الطاقة الكهربائية من استهدافات المخربين والارهابيين، حيث قدمت قيادة العمليات المشتركة تقريرا عن اجراءاتها لحماية الابراج الكهربائية، وشدد رئيس مجلس الوزراء في هذا الصدد على بذل اقصى الجهود لتعزيز الحماية لابراج الطاقة.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء ان الاجتماع خرج بعدد من التوصيات العاجلة: اولاها ضرورة تجهيز القدرة عبر خطوط الربط مع الجانب الايراني ( حل سريع للصيف الحالي) ، وذلك لغرض حل مشكلات انخفاض مستويات الجهد في المنطقة الجنوبية.
واضاف البيان ، ان التوصية الثانية تضمنت، قيام الشركات العامة لنقل الطاقة الكهربائية بالفحص الحراري المستمر لخطوط الضغط الفائق 400kv، بينما دعت في التوصية الثالثة الى تحويل مسؤولية شبكات النقل داخل محطات التوليد من شركات الإنتاج الى شركات النقل كل حسب منطقتها.
وتابع البيان، ان خلية الازمة الطارئة طالبت في توصيتها الرابعة المباشرة فورا بقيام شركات النقل بنصب متسعات على مجاميع القوى (132kv) للمحطات لرفع مستويات الجهد ، بينما الزمت التوصية الخامسة دوائر التوزيع في المحافظات بتحسين معامل القدرة على شبكاتها.
وشددت خلية الازمة في توصيتها السادسة على ضرورة قيام شركة سيمنز بضبط قيم التردد لوحداتها العاملة فوق التردد O/F على قيمة 52:50 HZ كما هو الحال في وحدات GE.
من جانبه، اوضح رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال الاجتماع مع المحافظين بحضور خلية ازمة معالجة الكهرباء، "قبل يومين حدثت توقفات وانقطاعات اكبر من المعدل المعروف في منظومات الطاقة الكهربائية، ولن اتحدث عن الاسباب الانية لكل ما حدث، لانني شكلت لجنة تحقيقية خاصة للوصول الى اجابات عن اسئلة يطرحها المواطنون، بمن يقوم باستهداف شبكات نقل الطاقة اليوم؟ ولماذا يستهدفها؟ وهل نحن امام عمليات تخريبية ذات طابع سياسي ام ارهابي؟ وسنجيب عن كل ذلك عند اكتمال التحقيق، وقد وجهت وزارة الداخلية في هذا الجانب برفع مستوى حماية محطات الطاقة وشبكات النقل.
واضاف ان "بعض الاخوة يعتب عندما اقول ان هذه الحكومة تدفع ثمن السياسات الخاطئة والترقيعية  وهدر المال لمد 17 سنة في كل المجالات وخصوصاً الطاقة، لا اتكلم بمنطق دعاية انتخابية، فهذه مسؤولية تاريخية واخلاقية ويجب ان نصارح الشعب بعد ان عجزت الحكومات المتعاقبة على مصارحته خوفا من غضب الشارع العراقي، والحقيقة ان الكل يتحمل هذه المسؤولية من حكومات وسياسيين".
وتساءل الكاظمي عن "سبب عدم اتخاذ قرارات الربط الكهربائي مع دول الجوار ودول العالم طوال 17 سنة؟ وقد وجدنا ان البلد مرتبط فقط بشبكة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي لم تقصر حسب قدرتها، فهي ايضا لديها استحقاقات لشعبها، وهناك ملف ديون الكهرباء وقرارات العقوبات الاميركية، ونحن جادون بحل هذه المسألة لايصال كل الاموال المترتبة على العراق للجارة ايران نتيجة استيراد الغاز والكهرباء للسنوات السابقة، وسنحقق تقدما في هذا المجال".
ولفت الكاظمي "لماذا يكون العراق في زاوية حرجة امام استحقاقات شعبه؟ اصدرنا منذ عام ولغاية اليوم قرارات لربط منظومة العراق الكهربائية بكل دول الجوار، وهذا الامر سيتطلب الوقت والصبر لاكمال منظومات الربط الكهربائي مع اشقائنا وجيراننا، حتى نتمكن من مواجهة تحديات الطاقة معاً، فالوضع الطبيعي في مختلف انحاء العالم هو ارتباط شبكات الطاقة مع الجيران، لكننا نتساءل من قرر ان يعزل العراق ويمنع الربط الكهربائي؟
واوضح ان "صاحب القرار في اي بلد يضع ستراتيجيات حسب امكانات بلده وخططه المستقبلية، اذن لماذا شيدنا في العراق طوال 17 سنة محطات توليد الطاقة الغازية مع عدم قدرتنا على توفير الغاز لها؟ ومع عدم وجود خطة موازية لانتاج الغاز ، بل وحتى عدم وجود خطة لتنويع مصادر استيراد الغاز اذا تطلب الامر؟ من يتحمل مسؤولية هذا الخطأ 
الجسيم؟ 
وذكر رئيس الوزراء "طالما لم نمتلك الغاز الجاهز فلم شيدت عشرات المحطات الغازية وهدرت الاموال؟ لماذا لم يتم الاستثمار في محطات لوقود مختلف او الذهاب لخيار الطاقة الشمسية؟ ولماذا لم يفتح ملف الطاقة النووية حتى الان"، موضحا انه "في ملف الغاز وجدنا ان شبكات تزويد المحطات بالطاقة مرتبطة ايضاً بالاخوة في الجمهورية الاسلامية الايرانية وهم لم يقصروا ومستمرون بضخ الغاز رغم وجود تعثر في تسديد مستحقاتهم بسبب العقوبات المفروضة، ونحتاج لوقت طويل وبنى تحتية حتى نجد مصادر بديلة للغاز من دول اخرى".
واشار الى ان "العراق تأخر كثيرا في انتاج الغاز، ونحتاج ان نبدأ مباشرة وهذا ما فعلناه من دون تردد لكن نحتاج من سنتين الى 3 سنوات للبدء بانتاج الغاز وسد النسبة الاكبر من حاجة المحطات"، مفيدا بانه "قبل يومين قالوا ان خطوط نقل الطاقة انصهرت بسبب الاحمال عليها ولانها في الاساس قديمة، والسؤال لماذا منظومة نقل الطاقة بالعراق يضيع منها 40 ‎%‎ من الانتاج؟ ولماذا لم نبدأ عام 2005 مثلا حتى اليوم لتكون لدينا منظومة نقل حديثة؟ كانت هناك الكثير من المشكلات والتحديات امام الحكومات السابقة، ولكن رغم ذلك كان بالامكان التحرك في هذا المجال". 
ويرى رئيس الوزراء ان كل "خطوة لحل مشكلة الكهرباء بالعراق تتطلب سنوات لان العراق لم يبدأ فعليا باي خطوة طوال السنوات السابقة، فلو استثمرنا في الطاقة الشمسية لاصبحت قضية الكهرباء اليوم خلفنا ولو استثمرنا في انتاج الغاز لصدر العراق اليوم الغاز بدلا من ان يستورده، ولو استثمرنا في المحطات غير الغازية لاصبح العراق اليوم قادرا على توفير الكهرباء، ولو استثمرنا في اصلاح شبكات نقل الكهرباء لما حدثت اي ازمة، ولو استثمرنا بالربط الكهربائي مع كل جيراننا لتمكنا من معالجة الازمات الطارئة وسد النقص خصوصا في فصل الصيف".
كما قال الكاظمي :"نواصل منذ العام الماضي لوضع كل هذه الخيارات على خريطة العمل الفعلي، وسنحتاج الى بضع سنوات لحل هذا الموضوع بشكل جذري، كل خطوة من هذه الخطوات تحتاج مابين 2-4 سنوات لتنفيذها والبدء بجني ثمارها، والسؤال الذي يطرح لماذا لم يحدث هذا سابقا"ً.
وفي شأن اخر، ذكر رئيس الوزراء "تحدثت مع الفرنسيين قبل اشهر عن مشروع عراقي لانتاج الطاقة النووية، فمن حق العراق امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ولانتاج الطاقة، وقد لمسنا تفهما لدى دول العالم ولدى الفرنسيين، واذا كانت هناك عقبات امام امتلاك العراق لهذا الخيار فواجبنا ان نعمل على تذليلها حتى لا يأتي بعدنا من يقول لماذا لم تتخذ هذه القرارات كما اقول انا بصراحة ووضوح امام الشعب".
ولفتت الى ان "الحكومة الحالية عمرها عام وبضعة اشهر، وفعلت كل ما يتوجب القيام به قبل 20 سنة من اليوم، اتخذنا قرارات في كل ملفات الطاقة ساتحمل شخصيا مسؤوليتها، وهي قرارات تأسيسية نحتاج الى ان ننفذها على الارض، وقد بدأنا بالتنفيذ ولن نتوقف وعلى الحكومة القادمة ان تكمل ما بدأناه وان تصارح شعبها بان لا حل للكهرباء في العراق ما لم نكمل الخطوات التي بدأناها اليوم". 
وختم الكاظمي بالقول "عليكم الاستمرار بالبناء والتأسيس ولا تعيروا انتباها للدعايات الانتخابية، فالمزايدات لا تصنع دولة ولا توفر الكهرباء، اتركوا المزايدات الانتخابية في ملف الكهرباء تحديداً ولنعترف بان الجميع قد اخطأ بحق الشعب العراقي عندما رفض اتخاذ القرار وتلكأ به ولم ينفذه".