إصابته هي الأطول حتى الآن مسنّ بريطاني يصارع كورونا لمدة 305 أيام

الصفحة الاخيرة 2021/07/05
...

 سيلين واديرا
 ترجمة: ليندا أدور
 
يقول ان زوجته خططت خمس مرات لإقامة جنازته، بعد أن أصيب بفيروس كورونا لمدة 305 ايام، وهي أطول فترة إصابة سجلت حتى الآن، قبل أن تتم معالجته أخيرا، باستخدام الأجسام المضادة المصممة معمليا.
إنه ديف سميث (72 عاما)، مدرب سياقة متقاعد من مدينة بريستول بجنوب غرب انكلترا، الذي أصيب بالفيروس في بداية الموجة الأولى التي ضربت المملكة المتحدة العام الماضي 2020، وظل يصارع الفيروس على مدى عشرة أشهر، سجل خلالها42 فحص PCR موجبا، وتم نقله الى المستشفى سبع مرات.
يمتلك ديف تاريخا طويلا من الإصابة بالإلتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية، الذي تسبب بحدوث التهاب في أنسجة رئتيه، الى جانب انه كان يعاني من إصابة سابقة من سرطان الدم الليمفاوي المزمن، الذي يؤثر بدوره في خلايا الدم البيضاء، وبذلك يضعف قدرة الجسم على مكافحة 
العدوى.
وتناولت دراسة حديثة حالة السيد سميث، ليس لطول فترة إصابته فحسب، بل لوضعه الأساسي ومدى تأثره بالفيروس، اذ وصفته بأنه من «مرضى نقص المناعة ونقص غاما غلوبولين الدم (خلل مناعي)، الأمر الذي أدى لإصابته بأطول حالة سجلتها أدبيات البحث العلمي حتى الآن، وتشير الدراسة الى مراحل العلاج التي تلقاها سميث منذ بداية تشخيص الإصابة بشهر ايار من العام الماضي حتى شفائه تماما أوائل العام الحالي، باستخدام أجسام مضادة مصممة مختبريا، تعمل على استهداف البروتينات الشوكية لفيروس كورونا، واستغرق الأمر ثمانية أسابيع حتى ظهرت نتائج فحص PCR سلبية، بالرغم من عدم التصريح باستخدام هذا العلاج في المملكة المتحدة حتى الآن، الا ان سميث منح حق الحصول عليه ضمن برنامج «الاستخدام الرحيم».
يقول سميث: «عند نقطة معينة، بقيت طريح الفراش لمدة شهرين أو ثلاثة، وكانت زوجتي تهتم بي وتحلق لي في السرير لأني لا أستطيع الوقوف»، مضيفا «في بعض الأحيان كنت أشعر بأني لا أستطيع المضي أكثر في ذلك، فقد تصل الى النقطة التي تخاف فيها العيش أكثر من الموت»، ويقول سميث بأنه مضى في الإجراءات المحاسبية لوفاته، اذ أطلع زوجته على جميع الأوراق المصرفية ورموز المرور الخاصة بها، كما اتصل بأقاربه في نيوزيلندا لتوديعهم، و حضر آخرون لوداعه شخصيا في المشفى، لكن كل شيء تغير بعد 45 يوما من تلقيه الدواء، وبدأت صحته بالتحسن وبدا أقوى تدريجيا، واوضح: «لن أعود سليما 100 بالمئة، لأن الفيروس دمر رئتي، لكن كل يوم أعيشه الآن هو مكافأة لي». 
 
*صحيفة الاندبندنت البريطانية